بالعربي المشرمح: لماذا لا تشهرونها؟
كعادتها، لا تريد الحكومة النور ولا العمل في العلن، ويبدو أن العمل في الظلام شعار أحبته وأحبت من يتخذه في عمله السياسي والمدني، لذلك نرى وزيرة الشؤون الفاضلة هند الصبيح ترفض إشهار الحركة الكويتية الليبرالية، لا لأنها مخالفة لشروط وقواعد الجمعيات الأهلية المدنية، بل لسبب يحزننا حين نرى عقلية تدير شؤون الدولة ترفض إشهار جمعية فقط لأنها صريحة باسمها الحركي، حيث طُلِب من المؤسسين تغيير كلمة "الليبرالية" كشرط لإشهارها، وكأنها تطلب من أعضائها العمل في الظلام. يا معالي الوزيرة إن كنت خائفة من بعض النواب المتأسلمين فثقي بأن إشهارك للحركة الليبرالية الكويتية سيقوي موقفك مادامت لا تخالف الشروط والقوانين، نعلم أنهم سيجعلون منها مادة للحديث وإشغال الشارع عن إخفاقاتهم ونعلم أنهم سيساومونك في أمور لهم أو قد يحاولون تهديدك وابتزازك، لكنهم في كل ذلك لن يقدموا شيئا يخدم وطنك، ونحن نرى كيف تتحول الدول إلى المدنية والتحضر والتقدم، بينما نعيش في تخلف العنصرية والطائفية والقبلية بسببهم.معالي الوزيرة: لست عضوا في الحركة ولست مؤيدا لها في كل ما تتبناه، ولكنني لا أرى سببا لعدم إشهارها، بل أعتقد أنها أفضل حركة ليبرالية في مجتمعنا، لأنها أعلنت أفكارها ومبادئها بكل صراحة وعلانية، وهو الأمر الذي يجعلنا نحترمها ونقدر صراحة أعضائها، لذلك يفترض أنك ومن خلال موقعك القيادي تساندينهم في ذلك.
معالي الوزيرة: نعلم أن وزارتكم الموقرة أشهرت عدة مؤسسات مدنية تحمل أسماء عنصرية وطائفية وقبلية، وهو أمر يفترض أنه مخالف للدستور وللقوانين، بل حتى نحن كمواطنين نرفضها لأنها لا تخدم وحدتنا ولا تلاحمنا بعكس المؤسسات التي تجمع كل طوائف المجتمع، وتدعو للوحدة ونبذ الفرقة وتؤمن بالعدالة والمساواة والحرية للجميع وتعمل بوضوح وفي وضح النهار، الأمر الذي نستغرب معه رفضكم وندعوكم لإشهار مثل هذه المؤسسات المدنية دون تردد مادامت لا تخالف القواعد والشروط المطلوبة.يعني بالعربي المشرمح:هل تفضلين يا معالي الوزيرة أن يتقدم مؤسسو الحركة الليبرالية الكويتية باسم يخالف مبادئهم وأفكارهم، كبقية الحركات ليحصلوا على الموافقة، فإصرارهم على ذات الاسم دليل على صدق نواياهم وإيمانهم بمبادئهم، وهو أمر صحيح وصحي ومفيد للجميع، بما في ذلك أجهزة الدولة، فالعمل في النور أفضل للمجتمع وللحكومة من العمل في الظلام والتحايل على القانون، ونتمنى من معاليكم المبادرة لإشهار الحركة الليبرالية الكويتية لتكون إنجازاً يسجل لصالحكم كأول وزيرة "إسلامية" تسمح لمنافسي تيارها بالإشهار والعمل في الساحة، وهذا ما أتوقعه منك.