"الفقد" يا لها من كلمة ذات معنى مؤلم، تستمر معنا حتى تُشفَى قلوبنا وتهدأ أرواحنا، فالحياة عبارة عن عدة محطات يقف فيها الإنسان، يمر من خلالها أحيانا مرور الكرام، ويرحل... أحزان وأفراح، اجتماع وافتراق، موت وحياة. هناك بشر يفارقون حياتنا فنحزن ونتألم ونشقى لفراقهم، ولا نستطيع أن نشعر بالفرح بعدهم، هؤلاء الناس لا بد أنهم منحونا السعادة والراحة والحب النقي الحقيقي الذي لا يتعلق بشروط وليست فيه مصلحة، فحب الأب والأم من أنقى وأطهر أنواع الحب الصافي الخالص من أي شائبة، يليه حب الإخوة.
أما الفقد الذي أحسسته وآلم روحي فهو فقد جدتيّ لأمي وأبي، فلكل واحدة منهما، رحمهما الله، حكاية معي وأيام لا تنسى، ولحظات جميلة لا تقدر بثمن، ولا تتكرر في زمن، ولا عوض عنها، فلا يملأ مكانهما أحد مهما كان غاليا أو قريبا أو حبيبا.رحلت كلتاهما تاركة ذكريات وأحاديث، بعدما تعلمت منها عادات وتقاليد وحكما وقصصا من تراث الماضي، لا سيما تراث الكويت، تركت مكانها بيننا خالياً، بل تركت في قلوبنا شتاء برده قارس، فكم نشتاق إليها، إذ لم نجد عوضا عنها في هذه الحياة. وهذا النوع من الفقد يحزن القلب ويدمي الفؤاد، لكنه قدر ومكتوب، ولا اعتراض على أمر الله تعالى، سواء ساءنا أو سرنا، رحمهما الله ورحم أمهات المسلمين، وأملنا أن نكون معهما في الآخرة في جنات النعيم.
مقالات - اضافات
فقد العزيز
30-09-2017