القوائم الطلابية تنتهك خصوصية طلبة جامعة الكويت

هل أصبح طلبة الجامعة كتاباً مفتوحاً يستطيع أي أحد أن يقرأ ما بداخله من اسرار عميقة؟ أم أن للتكنولوجيا أثراً بالغاً في هذا الأمر؟!

إنه أمر محير لكثير من الطلبة، فتساءلوا مندهشين: "كيف تسنى للروابط والجمعيات الطلابية في الجامعة، خلال فترة الانتخابات، أن تنهال علينا بالاتصالات المكثفة، لتحثنا وتوجهنا إلى التصويت لفريق على حساب فريق، وتطلب منا أن نحضر خلال فترة الانتخابات لكي نشارك في عملية الاقتراع واختيارهم مع إعطائنا كل الشروحات لكيفية التصويت؟!".

وتابع الطلبة: "حين وجهنا الأسئلة إلى القوائم الطلابية لنعرف من أين حصلوا على ارقام هواتفنا الخاصة، لم نحصل على إجابة تذكر من منسقي تلك الروابط".

يذكر أن جميع العمادات في كليات الجامعة تتمتع بأمانة شديدة في حفظ معلومات طلبة الجامعة، المستجدين والمستمرين والخريجين، ولا تدلي بها لمصلحة القوائم الطلابية، وهذا الأمر حمل الطلبة على التساؤل عن الطرق التي حصلت عليها تلك القوائم بها على أرقام هواتفهم وانتهاك خصوصية الطالب في جامعة الكويت.

وفي هذا السياق، قال العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية العلوم الإدارية، في جامعة الكويت، د. نايف الشمري، إن هناك حرصا تاما من مكاتب الشؤون الطلابية في مختلف أرجاء كليات الجامعة على حفظ خصوصية الطالب، وعدم الإدلاء بالمعلومات الخاصة بهم لأي طرف، متسائلاً عن الطرق التي يمكن أن تستخدمها القوائم الطلابية للحصول على المعلومات الخاصة بالدارسين، سواء كانوا مستجدين أو مستمرين.

وتوقع الشمري، في حديثه لـ "الجريدة"، أن يكون للتقدم في استخدام التكنولوجيا والبرامج، التي تتطور دائما في جلب الأرقام والبحث عنها، دوراً في ذلك، وقد تكون من ضمن الوسائل المتبعة في الحصول على المعلومات الخاصة لطلبة الجامعة من جانب الروابط والقوائم الطلابية.

وأوضح: "حتى أستطيع أن أحصل على المعلومات الخاصة بالطالب في جامعة الكويت يجب أن أدخل على النظام الخاص بالطالب الدارس في كليات الجامعة حتى أعرف وأطلع على المعلومات الخاصة به، من خلال صفحة النظام الآلي، التي تكون أمراً خاصاً لكل طالب مقيد في جامعة الكويت، وتساعده في إدارة جداوله الدراسية والمعدلات الدراسية والانذارات وغيرها من الامور الاكاديمية التي تدرج في صفحة ذلك النظام"، مؤكدا حرص عمادة الشؤون الطلابية في كلية العلوم الادارية، إذ لم تدلِ بأي معلومات خاصة بالطلبة، حتى إن حضر ذووهم للاستفسار عن معدلهم أو مستواهم الدراسي، وذلك لحفظ خصوصية الطالب في جامعة الكويت.

ومن جانبه، تساءل الطالب حمد الموسى عن معرفة القوائم الطلابية لكافة المعلومات الخاصة بهم والوصول إليها، الأمر الذي أصبح مصدر ارتياب جميع الطلبة في جامعة الكويت، وتيقنوا ألا وجود لخصوصية الطالب.

وبدورها، قالت الطالبة اسراء علي إنها فوجئت اثناء جلوسها في المنزل، يوم الانتخابات، التي جرت الأحد الماضي، بأن منسقة إحدى القوائم الطلابية تتصل بها وتطلب منها الحضور والتصويت للقائمة التي تشرف على تنسيقها، مبينة انه حين سؤالها للمنسقة عن كيفية الحصول على رقم هاتفها الخاص، أجابتها: "احنا عندنا كل شي"!