تنفيذاً لقرار رئيس الوزراء القائد العام للجيش العراقي حيدر العبادي، بفرض حكم العراق في كل مناطق إقليم كردستان بواسطة ما سماها «قوة الدستور»، أفاد مصدر أمني عراقي اليوم، بأن قوافل تضم ضباطا ومراتب عليا تنطلق اليوم من بغداد لتتسلم منافذ إقليم كردستان.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «القوافل ستنطلق بحضور شخصيات رسمية».

Ad

وتتوقفت حركة الطيران الدولي من إقليم كردستان العراق وإليه اعتبارا من الساعة السادسة مساء اليوم، بعد أن فرضت الحكومة المركزية حظرا ردا على تصويت الإقليم على الاستقلال.

وعلقت كل شركات الطيران الأجنبية تقريبا رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية استجابة لإخطار من حكومة بغداد التي تسيطر على المجال الجوي للبلاد.

وأبقت شركتا لوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية فقط على رحلة واحدة على الأقل بعد موعد الحظر. لكن متحدثا باسم مجموعة لوفتهانزا قال صباح اليوم، إن الشركة تدرس ما إذا كانت ستضطر لإلغاء الرحلات.

وتسير لوفتهانزا رحلة واحدة أسبوعيا إلى أربيل أيام السبت، بينما تسير الخطوط الجوية النمساوية التابعة لها رحلات يومية إلى المدينة.

والحظر لا يسري على الرحلات الداخلية من كردستان وإليها، لذا من المتوقع أن يصل المسافرون إلى هناك عبر التوقف في الغالب بمطار بغداد الذي سيواجه ضغوطا بسبب الرحلات الإضافية.

وقال المدير العام لمطار السليمانية طاهر عبدالله للصحافيين، إن المطارين الكرديين يتعاملان مع ما يتراوح بين 40 و50 في المئة من إجمالي الرحلات الدولية من وإلى العراق.

المرجعية الدينية

في السياق، حذرت المرجعية الدينية في العراق بزعامة علي السيستاني اليوم، من أن تقسيم العراق سيؤدي إلى تدخل إقليمي ودولي، ولابد من الالتزام بالدستور العراقي نصا وروحا لحل المشاكل.

وقال معتمد المرجعية في العراق أحمد الصافي، في خطبة صلاة الجمعة أمام آلاف من المصلين في صحن الإمام الحسين في كربلاء: «ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالدستور العراقي نصا وروحا، والاحتكام بما يستعصي إلى المحكمة الاتحادية العليا وفق الدستور»، مضيفا: «نحذر من القيام بأية خطوات تجاه التقسيم والانفصال واعتبارها أمرا واقعيا مما يؤدي إلى عواقب غير محمودة تسيء إلى حياة الكرد، ويؤدي إلى ما هو أخطر من ذلك، ويفسح المجال للتدخل الإقليمي والدولي بالشأن العراقي».

تركيا

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم، إن إجراءات تركيا للرد على استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال لن تستهدف إلا منظميه.

وقال يلدريم في كلمة بإقليم جاناكالي، إن «أنقرة لن تجعل المدنيين الذين يعيشون في شمال العراق يدفعون ثمن الاستفتاء»، مؤكدا أن «إجراءات تركيا لن تستهدف إلا منظميه». وأضاف يلدريم أن «تركيا وإيران والعراق تبذل قصارى جهدها لتجاوز أزمة الاستفتاء بأقل الخسائر».

تحرير الحويجة

على صعيد آخر، أعلن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم، انطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير الحويجة والمناطق المحيطة بها الى غرب كركوك.

وقال العبادي، في بيان: «على بركة الله وبهمة أبطالنا المقاتلين الذين يسطرون أروع ملاحم النصر والتضحية نعلن انطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير الحويجة وجميع المناطق المحيطة بها الى غرب كركوك، وكما وعدنا أبناء بلدنا بأننا ماضون بتحرير كل شبر من ارض العراق وسحق عصابات داعش الإرهابية والقضاء عليهم، فإننا على موعد مع نصر جديد لتحرير أبناء هذه المناطق من هؤلاء المجرمين».

وأضاف: «لقد انطلق أبناؤكم الغيارى من جميع الصنوف والتشكيلات، وهم يحملون راية النصر للعراق، وسيسجل التاريخ بأحرف من ذهب مآثرهم وتضحياتهم وانتصاراتهم التي أبهروا العالم بها، فتحية لهؤلاء الأبطال. ومستمرون من أجل مواطنينا وبلدنا فنهاية عصابات داعش والقضاء عليها باتت قريبة جدا، وما النصر إلا من عند الله».

وبناء على ذلك، بدأت القوات العراقية فجر اليوم، هجوما واسعا لاستعادة مدينة الحويجة، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق.

وقال القائد العام للقوات المشتركة العراقية الفريق أمير يارالله إن «قوات الجيش وقوات الشرطة الاتحادية والرد السريع وقوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الحشد الشعبي والحشد العشائري شرعت بعملية واسعة لتحرير مناطق مركز قضاء الحويجة وناحية الرشاد وناحية الرياض وناحية العباسي»، مضيفا أن قوات التدخل السريع بدأت عملياتها فجرا بعبورها النهر الواقع شمال الحويجة ثم «إقامة جسور لتأمين الوحدات المتوجهة الى العباسي» على بعد نحو عشرة كيلومترات غرب المدينة. وكان تنظيم داعش استولى على الحويجة في يونيو 2014. وتقع المدينة البالغ عدد سكانها 70 ألف نسمة في محافظة كركوك الغنية بالنفط التي تتنازع السيطرة عليها منذ سنوات حكومتا بغداد وإقليم كردستان العراق الذي يحدها شمالا وشرقا.

وبحسب بيان للحشد الشعبي، فإن «داعش» أضرم النيران في بئري نفط جنوب الحويجة لوقف تقدم القوات الحكومية.

وفي حال استعادة القوات العراقية الحويجة، سيقتصر وجود «داعش» في البلاد على قضاء القائم على الحدود العراقية السورية، حيث يتعرض التنظيم المتطرف في الجهة الثانية من الحدود لهجومين عنيفين؛ الأول تخوضه قوات النظام السوري، والثاني قوات سورية الديمقراطية المدعومة من واشنطن.

إلى ذلك، أعلن مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين اليوم، أن القوات العراقية اجتازت جبال حمرين على طريق تكريت- كركوك، وحررت إحدى القرى قرب قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك، مشيرا إلى أن «الاشتباكات مع داعش في حمرين نتج عنها إصابة ثمانية من القوات الأمنية بجروح، في حين تواصل القوات الأمنية شمالا تعزيز مواقعها التي سيطرت عليها ليلا للتقدم نحو مركز الحويجة».