الأسد يخسر 58 جندياً في حمص ويستعيد طريق تدمر

• «قسد» تنتزع الصور وجسر الشغور منكوبة
• بوتين يعلن توافر شروط الحل
• إردوغان لخفض التوتر في إدلب

نشر في 29-09-2017
آخر تحديث 29-09-2017 | 20:00
سحب الدخان تتصاعد بعد غارات على مشارف العاصمة دمشق (أ ف ب)
سحب الدخان تتصاعد بعد غارات على مشارف العاصمة دمشق (أ ف ب)
غداة تلقيه ضربة موجعة في ريف دمشق، خسر نظام الرئيس السوري بشار الأسد نحو 60 عنصراً في هجمات مباغتة شنها تنظيم «داعش» على قواته في محافظة حمص وتمكن خلالها من قطع الطريق الرئيسي الواصل إلى مدينة تدمر الأثرية.
قتل 58 عنصراً من قوات الرئيس السوري بشار الأسد في سلسلة هجمات مباغتة بشكل متزامن شنها تنظيم "داعش" على حواجز خصوصاً في محافظة حمص بوسط سورية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الهجمات الأولى استهدفت "حواجز ومناطق تسيطر عليها قوات النظام من منطقة الشولا" القريبة من مدينة دير الزور، التي تشهد حملتين واحدة يشنها الجيش السوري بدعم من روسيا والثانية لقوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن.

وأوضح المرصد أن التنظيم شن بعد ذلك سلسلة هجمات على حواجز على طول الطريق السريع من الشولا إلى جنوب السخنة، مشيراً إلى أنه "وثق مقتل 58 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة لإصابة عشرات آخرين جراء سلسلة الهجمات التي نفذها التنظيم بشكل متزامن".

وأكد المرصد أن الهجوم أسفر أيضاً عن قطع الطريق الرئيسي بين دير الزور وتدمر، والذي يعد خط أهم إمداد من الأراضي الحكومية إلى تلك المدينة الواقعة في الشرق، لكن مصدراً عسكرياً سورياً نفى ذلك وأكد أن الجيش أحبط العملية.

وتبنى التنظيم المتطرف، في بيان تداولته حسابات جهادية على الإنترنت، الهجمات، مؤكداً أن "عدة مفارز من الدولة الإسلامية" شنت هجوماً على مواقع جنوب مدينة السخنة في الصحراء السورية، مما أسفر عن مقتل عشرات العسكريين.

تسجيل البغدادي

وتزامنت الهجمات مع تسجيل صوتي لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي دعا فيه أنصاره إلى "الصبر والثبات" في وجه "الكفار" المتحالفين ضدهم في سورية والعراق.

وطالب البغدادي في التسجيل الصوتي الذي لا يمكن التأكد منه أو من تاريخه أو مكانه، "جنود الخلافة" إلى تكثيف "الضربات" في كل مكان، وإلى استهداف "مراكز إعلام" الدول التي تحارب التنظيم.

وأعلنت أجهزة الاستخبارات الأميركية أنها ستدقق في التسجيل الصوتي، مؤكدة أنها ليس لديها أسباب للتشكيك في صحته. ويعود آخر تسجيل للبغدادي بحسب وسائل دعاية جهادية إلى نوفمبر 2016.

تقدم «قسد»

وفي دير الزور، سيطرت "قسد" ليل الخميس- الجمعة على بلدة الصّور في الريف الشمالي الشرقي بعد معارك عنيفة مع "داعش".

وكشف قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد أبو خولة أن "قسد بدأت عملية عسكرية من محورين للسيطرة على بلدة مركدة، 11 كم شمال بلدة الصّور"، مبيناً أنها "تقدمت من محور الشدادي ونحن تقدمنا من اتجاه الصّور".

وفي الرقة، أفاد قيادي كبير في التحالف الدولي بأن طرد آخر عناصر "داعش" من المدينة سيكون صعباً لأن الأجانب منهم يرفضون الاستسلام وينوون القتال بشراسة"، لكنهم "يلفظون أنفاسهم الأخيرة" في معقلهم.

وأكد القيادي، الذي رفض الكشف عن اسمه من قاعدة للتحالف قرب كوباني، أن عناصر التنظيم الذين بقوا في المدينة للدفاع عنها عاجزون عن الانسحاب، وقد سبق أن حول التحالف أنظاره إلى مدينة يسيطر عليها التنظيم شرقاً.

في المقابل، طالبت دمشق، في رسالتين وجهتهما وزارة الخارجية اليوم، إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بحل التحالف الدولي في سورية ووقف أعماله فوراً وبخاصة أنها ليست موجهة ضد "داعش".

مدينة منكوبة

وفي إدلب، التي تشهد هي وأجزاء من محافظتي حماة وحلب حملة عسكرية مكثفة، أعلن المجلس المحلي لجسر الشغور اليوم المدينة منكوبة بسبب الغارات الروسية المكثفة المستمرة منذ أيام، التي تسببت في مقتل وجرح العشرات، ودمار عدد من المستشفيات، إضافة إلى ثلاثة مراكز للدفاع المدني وعدد من المدارس.

وعقب قمة جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، أعلن المرصد وجود توافق تركي - روسي على هدنة جديدة تشمل كل الأراضي السورية عدا تلك الخاضعة لسيطرة "داعش" بدأ سريانها ليل الخميس- الجمعة.

وذكر المرصد أن قادة في فصائل المعارضة أخبرته بأنه جرى إبلاغهم بأن الاتفاق يشمل كامل الأراضي السورية التي يشهد بعضها هدنا تتخللها خروقات من قوات النظام والفصائل المعارضة له.

بوتين وإردوغان

سياسياً، أعلن الرئيسان الروسي والتركي اليوم نيتهما "تعميق التنسيق" لتحقيق السلام في سورية، وأكدا في مؤتمر صحافي مشترك عزمهما تكثيف الجهود لتفعيل "منطقة خفض التوتر" في محافظة إدلب الاستراتيجية.

وقال بوتين، في ختام محادثات مع إردوغان، إن "الشروط اللازمة" لإنهاء الحرب أصبحت متوفرة، مقراً بأن تنفيذ القرارات المتخذة في أستانة "لم يكن سهلاً لكن الأطراف المعنية تمكنت بالفعل من تحقيق نتيجة إيجابية".

back to top