موجة من السخرية شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، على خلفية تصريحات متلفزة أدلى بها أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سعد الدين الهلالي، عن اسم وجنسية فرعون مصر، الذي سجل القرآن الكريم قصته مع نبي الله موسى عليه السلام، إذ قال هلالي، إن فرعون لم يكن مصرياً بل من "خراسان" شمال شرقي إيران، وأن اسمه وليد بن الريان، أو الريان بن الوليد أو مصعب بن الوليد.

هلالي لم يعتمد إلا بعض كتب تراثية تنقل عن إسرائيليات مشكوك في صحتها، ولم يهتم باستطلاع رأي علم المصريات في قضية فرعون موسى التي لم يتم حسمها من قبل علماء الآثار والأديان، لذا وقع العالم الأزهري في شباك المغردين الساخرين على موقع "تويتر"، الذين رفضوا تصريحات هلالي، فكتب أحدهم: "آه الفرعون اسمه وليد ومن شبرا"، وكتبت أخرى "أيوه كان راسم على المعابد قلب وسهم وكاتب وليد وآسيا"، فيما كتب حساب آخر: "أنت صح ورمسيس الثاني اسمه الحقيقي وائل".

Ad

موجة السخرية دفعت هلالي إلى توضيح موقفه بالكتابة عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" أسماء الكتب التي اعتمد عليها في حديثه وهي "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" للفيروزأبادي، وكتاب "لسان العرب" لابن منظور، و"المصباح المنير" للفيومي، لكنه لم يذكر أي مرجع تاريخي معتبر استند إليه في رأيه المثير للسخرية.

وبينما فند عدد من الباحثين في مجال التاريخ حديث هلالي باعتباره حديثا غير متخصص في قضايا التاريخ، قال الباحث في تاريخ مصر القديمة وسيم السيسي لـ"الجريدة"، "كلام هلالي لا أساس علمي له"، موضحاً أن جنسية فرعون مصر لم تجزم بها أية وثائق تاريخية خاصة البرديات، وأن الهلالي اعتمد على مصادر غير متخصصة في تاريخ مصر القديمة.

ويتجدد الجدل حول هوية فرعون الخروج/ فرعون موسى بين حين وآخر في مصر، إذ يرفض علماء التاريخ والآثار التعاطي مع الروايات الشعبية حول أشهر في التراث الشعبي والديني في ظل ندرة الوثائق والشواهد والتاريخية، فيما دخل الوزير السوداني أحمد بلال، على الخط منذ عدة أشهر وقال إن فرعون موسى كان سودانيا.