على الرغم من أن نسبة الطالبات في جامعة الكويت تشكل ما يقارب 70 في المئة من إجمالي عدد الطلبة الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الجامعية، فإن تمثيلهن في الانتخابات، سواء على مستوى الاتحاد أو الجمعيات العلمية، لا يتعدى الأعضاء العاملات في القوائم، ولا يوجد لهن تمثيل كبقية الطلاب، ولا يتبوأن مناصب عاليا في الاتحاد أو بقية الجمعيات العلمية كرئيس أو أمين صندوق، أو غيرها من المناصب المهمة، بالرغم من أن اللوائح والقوانين تتيح لهن الترشح والمنافسة على جميع المناصب.ويضع غياب عنصر الطالبات عن الرئاسة وهيمنة الطلاب على تلك المناصب تساؤلا حول جدارة الطالبات في المنافسة وتحقيق إنجازات في حال فوزهن بالرئاسة، فمنذ تأسيس الحركة الطلابية في الكويت نلاحظ ابتعاد عنصر الطالبات عن المشهد مباشرة، وتصدر الطلاب بدلا عنهن، على الرغم من أنهن المحرك الأساسي للانتخابات، وهن من بأيديهن مفاتيح النجاح والخسارة في الانتخابات الطلابية، ونتساءل: أين مكانهن في تلك المناصب؟
بداية، يرى مراقبون أن هيمنة الطلاب على توزيع المناصب، على الرغم من أقليتهم في كثير من الكليات ووجود فوارق كبيرة بينهم وبين عدد الطالبات، مثل كلية التربية التي تشكل فيها الطالبات ما يقارب 90 في المئة من إجمالي الطلبة، نجد أن تمثيل الطالبات لا يتعدى نائب الرئيس لشؤون الطالبات، وبقية المناصب المهمة تترك للطلاب، وكذلك بقية الكليات، عدا كلية العلوم الطبية المساعدة التي كسرت الحاجز قبل 4 أعوام، بخوض إحدى الطالبات رئاسة الجمعية، وحققت كثيرا من البصمات المهمة والواضحة.إلى ذلك، تجرى اليوم انتخابات 3 كليات جامعية، هي العلوم الاجتماعية، والشريعة والدراسات الإسلامية، والآداب، ومن المتوقع أن تكون الانتخابات هادئة، بسبب قلة المنافسة في تلك الكليات وتعتبر شبه محسومة.
«العلوم الاجتماعية»
ففي كلية العلوم الاجتماعية، التي يتنافس على انتخاباتها ثلاث قوائم، هي القائمة المستقلة وقائمة الوسط الديمقراطي والقائمة الاجتماعية، وتسيطر الأخيرة على الهيئة الإدارية للجمعية منذ أكثر من 10 سنوات، وفازت الانتخابات الماضية بفارق 39 صوتا عن منافستها القائمة المستقلة، حيث حصلت على 1056 صوتا مقابل 1017 للقائمة المستقلة.ويبلغ عدد الطلبة الذين يحق لهم التصويت في انتخابات اليوم بالكلية 1026 طالبا و2384 طالبة، وستكون قاعات الاقتراع في القاعة الدولية للطلاب ومختبر الكمبيوتر G1 للطالبات.كلية الشريعة
وعن كلية الشريعة التي تتنافس فيها قائمتا التغيير والشريعة على مقاعد الهيئة الإدارية بعدد طلابي يصل الى 1539 طالبا و3069 طالبة مقيدين في الكلية، ستكون المنافسة حامية نوعا ما، بعد أن استعادت قائمة الشريعة من منافستها قائمة التغيير العام الماضي وحاولت المحافظة عليها، بعد فوزها العام الماضي بفارق 26 صوتا فقط، حيث حصلت على 601 صوت مقابل 575 صوتا للتغيير.وتم اختيار قاعة 614 للطالبات، وقاعة 517 للطلاب للاقتراع في الكلية.«الآداب»
أما انتخابات جمعية كلية الآداب التي تتنافس على مقاعد الهيئة الإدارية فيها قائمة التآلف الطلابي والقائمة المستقلة، حيث تبدو معالم الانتخابات شبه واضحة، بسبب فوارق الأصوات لقائمة التآلف التي تمثل القائمة الائتلافية في الآداب، ففي انتخابات العام الماضي أسفرت عن فوز قائمة التآلف الطلابي بـ 689 صوتا بفارق كبير عن القائمة المستقلة التي حصلت على المركز الثاني بـ 353 صوتا.ويبلغ عدد الطلبة الذين يحق لهم التصويت في كلية الآداب 2351 طالبا و3445 طالبة، وستكون مقرات الاقتراع في كلية الآداب الصالة الرياضية للطلاب، وصالة الوطنية للطالبات.وفي هذا الصدد، قال رئيس اللجنة العليا لانتخابات الجمعيات العلمية لكليات جامعة الكويت للعام الجامعي 2017/ 2018، د. ثقل العجمي، إن الانتخابات الجامعية تعد استكمالا لمسيرة الديمقراطية التي اعتاد عليها شعب الكويت، مشيرا إلى أن الانتخابات الجامعية تؤهل الطلبة للقيادة والمشاركة الايجابية في الانتخابات بالقيام بالدور الصحيح لاختيار من يمثلهم فيها من خلال المنافسة والمشاركة الحرة دون إجبار.وأكد د. العجمي أن اللجنة العليا اختارت هذا العام شعار #بصوتك_تقدر، وذلك تعزيزا لغرس روح الانتماء لجامعة الكويت والعطاء اليها، كما أن اللجنة العليا حريصة على أن تظهر الانتخابات هذا العام بأفضل صورة، مشيدا بجهود اللجان والفرق والطاقات المنبثقة من اللجنة العليا.وأوضح أن مشاركة طلبة الجامعة بالانتخابات الطلابية في الجمعيات العلمية تعكس مدى الوعي النقابي لطلبة جامعة الكويت واهتمامهم بالعملية الانتخابية.