بعد ساعات من اللقاء الذي جمع بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين، الذي بحث باستفاضة التسوية في سورية وإنهاء الحرب الأهلية الدائرة هناك، والذي انتهى بتأكيد عزم الجانبين تكثيف الجهود لتفعيل «منطقة خفض التوتر» في محافظة إدلب شمال غرب سورية، الوحيدة التي لاتزال خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد بالكامل، والتي دخلت ضمن مناطق خفض تصعيد التوتر الأربع المتفق عليها في أستانا بين موسكو وانقرة وطهران، أفادت وكالة «انترفاكس» الروسية الحكومية، بأن الشرطة العسكرية التركية بدأت الانتشار في إدلب.

ونقلت «إنترفاكس» عن مصدر مطّلع على تطور الأحداث في تلك المنطقة، تأكيده أنه «لا توجد شرطة عسكرية روسية في إدلب حتى الآن، لكن عناصر الشرطة العسكرية التركية ينتشرون هناك».

Ad

وبموجب محادثات استانا، ستراقب القوات التركية والإيرانية والروسية منطقة خفض تصعيد التوتر في إدلب، بينما ستتولى الشرطة العسكرية الروسية الأمر في المناطق المتبقية، وهي حمص، والغوطة، ودرعا.

ووفقاً لمصدر «انترفاكس»، ستنتشر الشرطة العسكرية الإيرانية أيضا في إدلب، بينما لاتزال الشرطة العسكرية الروسية منتشرة في المناطق الثلاث الأولى المتفق عليها.

غارات

إلى ذلك، قتل 28 مدنياً على الأقل ليل الجمعة- السبت في غارات جوية على بلدة ارمناز في إدلب، التي تتعرض مؤخرا لغارات روسية وأخرى سورية مكثفة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الحصيلة في أرمناز (20 كلم شمال غرب إدلب)، هي الأكبر في هذه المحافظة منذ مطلع العام الحالي، باستثناء الهجوم بغاز السارين الذي نسب إلى قوات النظام في خان شيخون وأوقع 83 قتيلاً في إبريل الماضي.

وأشار المرصد الى أن 13 مدنياً آخرين قتلوا بعمليات قصف في مختلف مناطق المحافظة.

من جهتها، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه خلال ثمانية أيام من الخروقات المستمرة لاتفاق منطقة خفض التوتر في إدلب، قتل أكثر من 100 مدني في نحو 700 غارة. وتسيطر «هيئة تحرير الشام»، التي تعد «جبهة النصرة» سابقاً أبرز مكوناتها، منذ 23 يوليو، على الجزء الأكبر من إدلب مع تقلص نفوذ الفصائل الأخرى.

«داعش» في البادية

في غضون ذلك، قال مصدر عسكري سوري لوكالة «سانا» السورية، إن مجموعات كبيرة من تنظيم «داعش» هاجمت نقاط الجيش العاملة على حماية الطريق الدولي بين دير الزور وتدمر في منطقة الشولا وكباجب في عمق البادية السورية.

وحسب المصدر العسكري، تمكنت وحدات الجيش والقوات الرديفة، بتغطية من الطيران الحربي، من صد الهجوم، ملحقة خسائر كبيرة بصفوف «داعش»، وتعمل وحدات الجيش على تأمين الطريق الدولي لحماية حركة المرور على الطريق بشكل تام.

من جهتها، نفت دائرة الإعلام الحربي صحة الأنباء عن سيطرة «داعش» على بلدة القريتين، موضحة أن وحدات الجيش صدت هجوما للتنظيم فجر أمس في محيط حميمة والـ»تي 3» جنوب السخنة بريف حمص الشرقي.

وأفادت مصادر مختلفة بسقوط أكثر من 14 قتيلاً لـ»حزب الله» اللبناني في الهجوم المباغت في منطقة السخنة بريف حمص الشرقي.

عامان

إلى ذلك، حلّت امس الذكرى السنوية الثانية لانطلاق عمليات القوات الروسية في سورية، في وقت تمكنت موسكو من مساعدة حليفها بشار الأسد على السيطرة على أكبر مساحة من الاراضي منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011.

وكان الأسد على وشك خسارة الحرب، ويجري الحديث عن هجوم واسع على دمشق تشنه المعارضة وتحسم فيه المعركة، عندما تدخلت روسيا مباشرة بعدما اقتصر دعمها في السابق على تقديم الدعم العسكري والاستشاري واللوجستي.

وفي هذه المناسبة، كتبت قناة «روسيا اليوم» الممولة من الحكومة الروسية أنه «تم تحرير نحو 85 في المئة من الأراضي السورية من مسلحي داعش». ونقلت عن رئيس أركان القوات المسلحة الروسية في سورية، الجنرال ألكسندر لابين، قوله إنه بقي «حوالي 27800 كيلومتر مربع من أراضي الجمهورية لتطهير سورية بالكامل من داعش».

وبحسب البيانات الروسية، فمن 30 سبتمبر 2015 حتى 20 سبتمبر 2017، قام الطيران الروسي بـ30650 طلعة جوية في أنحاء متفرقة من الأراضي السورية. منها 5165 طلعة في عام 2015، و13848 طلعة في 2016، نفذ خلالها 92006 غارات على مواقع مجموعات تصنفها موسكو «إرهابية»، منها 13470 غارة في عام 2015 و50545 غارة في عام 2016، تمكن خلالها من تدمير 96828 هدفا وموقعاً للإرهابيين.

وكتبت «روسيا اليوم» ان «العملية الروسية أظهرت الإمكانات العالية للجيش والبحرية الروسية، بما في ذلك قدرتها على القيام بعمليات حتى في مسرح العمليات النائية جغرافيا»، مضيفة أن «الطيارين الروس، ولأول مرة في فترة ما بعد الاتحاد السوفياتي، تمكنوا من المشاركة في المعارك في الشرق الأوسط، وذلك باستخدام أحدث الأسلحة عالية الدقة والقنابل الجوية الموجهة بواسطة الأقمار الاصطناعية».

ونقلت عن وزارة الدفاع الروسية قولها، إن «ما يقرب من 90 في المئة من أفراد القوات الجوية تلقوا خبرة قتالية» في سورية.

قاتل المُعارِضة السورية وابنتها من أقربائهما

ألقت الشرطة التركية، أمس، القبض على قاتل الناشطة السورية عروبة بركات وابنتها حلا (22 عاما)، في مدينة بورصة، واقتادته إلى مدينة إسطنبول لمتابعة التحقيق، حسبما أفادت «يني شفق» التركية.

وحسب المعلومات الأولية من الشرطة التركية، فإن المشتبه فيه يحمل اسم أحمد بركات، وهو من أقرباء الضحيتين، ولم يصدر بعد أي تصريح رسمي حول تفاصيل الحادث، أو دوافع القاتل، غير أن شذى بركات قالت إن شقيقتها وابنتها لقيتا مصرعهما طعنا بالسكين، وأن الحادث عبارة عن عملية اغتيال.