في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اللواء أبوبكر الجندي، خلال احتفالية كبرى أمس، ارتفاع عدد المصريين إلى 104.2 ملايين نسمة، وأن الأميين فيها يمثلون 18.4 في المئة من سكان مصر، حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي -خلال الاحتفالية- من تفشي ظاهرة الزواج المبكر لفتيات لم يتجاوز عمرهن 12 عاماً، مطالباً الحكومة بتحليل نتائج التعداد للوقوف على مؤشراته، والعمل على التصدي لظاهرة زواج القاصرات.

التعداد تضمن أرقاماً مهمة، بينها أن ريف الوجه القبلي يحتوي 38 في المئة من نسبة الأمية على مستوى الجمهورية، وأن إجمالي غير الملتحقين بالتعليم 28.8 مليونا، وأن 68 في المئة من سكان مصر متزوجون، ويوجد 3 ملايين أرملة، كما أن 65.4 في المئة من المواطنين يستخدمون المحمول.

Ad

وفي السياق، أثنت أستاذة الشريعة في جامعة الأزهر، دكتورة آمنة نصير، على حديث الرئيس لمواجهة ظاهرة "زواج القاصرات"، مشددة على ضرورة قيام الأزهر بمواجهة هذه الظاهرة، وعلى رأسها وزارة الأوقاف لتوجيه الأئمة في المساجد لخطورة زواج القاصرات، وأضافت نصير: "زواج القاصرات في عصر الرسول كان لكثرة الإنجاب في وقت كانت فيه أعداد المسلمين قليلة، ولكن في الوقت الحالي أصبحت زيادة النسل بين أبناء الطبقات الفقيرة تزيد نسبة أطفال الشوارع".

كان الرئيس السيسي استقبل أمس، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق، وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة علاء يوسف، بأن رئيس المجلس سلم الرئيس نسخة من التقرير السنوي الذي أعده المجلس عن عام 2016/ 2017، والذي تضمن أهم التحديات التي تواجه حقوق الإنسان في مصر ومقترحات للتعامل معها.

وأضاف يوسف أن الرئيس أكد محورية الدور الذي يقوم به المجلس، لاسيما في ضوء المرحلة الراهنة التي تحرص الدولة خلالها على إعلاء وتعزيز حقوق الإنسان، حيث تسعى الحكومة المصرية إلى تحقيق التوازن بين الحقوق والحريات وما تحقق من أمن واستقرار مجتمعي.

وذكر يوسف أن فايق استعرض خلال اللقاء أهم ملامح التقرير الذي أعده المجلس، مشيداً بما شهدته الفترة التي يتناولها التقرير من عدد من الإيجابيات، تمثلت في صدور العفو الرئاسي عن عدد من المواطنين والشباب، المدانين في قضايا مختلفة، وكذا إصدار عدد من التشريعات التي تساهم في تعزيز حقوق المواطنين في مختلف نواحي الحياة.

قبل 48 ساعة فقط، من انطلاق دور الانعقاد الثالث لمجلس النواب المصري، قالت مصادر برلمانية، إن انتخابات اللجان النوعية، المقرر إجراؤها عقب عودة البرلمان إلى الانعقاد، غداً، ستشهد استقراراً على رئاسة 15 لجنة، دون تعديل، بسبب هيمنة ائتلاف "دعم مصر"، صاحب الأكثرية البرلمانية عليها، بحيث ستحسم اللجان من دون منافسة تذكر.

الائتلاف الذي يدعم سياسات الحكومة، بدا كأنه مستقر على بقاء نحو 15 رئيس لجنة برلمانية في مناصبهم، بينها لجنة "الدفاع والأمن القومي" برئاسة اللواء كمال عامر، و"الثقافة والإعلام" برئاسة أسامة هيكل، و"الخطة والموازنة" برئاسة حسين عيسى، و"حقوق الإنسان" برئاسة علاء عابد، و"الاقتراحات والشكاوى" برئاسة همام العادلي، بالإضافة إلى عدد آخر من اللجان.

المصادر شددت على أن عدداً محدوداً من اللجان سيشهد صراعاً شرساً على رئاسة لجنة "الشؤون التشريعية والدستورية" بين المستشار بهاء أبوشقة رئيسها الحالي، ووكيل اللجنة أحمد حلمي الشريف، صاحب مشروع الهيئات القضائية، كما ستشهد انتخابات لجنتي "الإسكان"، و"الشؤون الإفريقية" صراعاً، إلى جانب لجان "الصحة" و"العلاقات الخارجية".

ومن المقرر أن يعلن رئيس مجلس النواب علي عبدالعال، مع بدء جلسة الغد، قواعد الانتخابات طبقاً للائحة، على أن يتسلم قائمة بالمرشحين وتجرى الانتخابات خلال ٢٤ ساعة ليعلن في اليوم الثاني الثلاثاء نتائج الانتخابات.

التوقعات تشير إلى أن ائتلاف دعم مصر قد يحتفظ برئاسة 15 لجنة، أبرزها الاقتصادية، والتعليم، والخطة والموازنة، الدفاع والأمن القومي، وهي لجان تعد بمنزلة العمود الفقري للبرلمان.

يشار إلى أن مجلس النواب يبدأ أعماله غداً، في حين بقيت بعض المسائل الخلافية معلقة من الدور السابق، وبينها أزمة وقف البث المباشر لجلساته، والتصويت الإلكتروني، وهي الإشكاليات التي يعتقد البعض أنها ستستمر مع دور الانعقاد الثالث.

في الأثناء، كشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن البرلمان يستعد لتقييم الحكومة بشكل كامل، بعدما تقدم تقريرها نصف السنوي خلال دور الانعقاد الجديد، بعد عرضه على الرئيس السيسي والتصديق عليه، مرجَّحاً إجراء تعديل وزاري واسع، قد يسبق "الانتخابات الرئاسية"، المقرر لها النصف الأول من العام المقبل.

عاشوراء

إلى ذلك، وقبيل يوم واحد من احتفالات بعض المسلمين بذكرى "عاشوراء"، قررت وزارة الأوقاف المصرية أمس، إغلاق ضريح الإمام الحسين مدة يومين، بدعوى إجراء صيانة في المسجد، وقال مصدر مسؤول في الوزارة لـ"الجريدة": تقرر إغلاق ضريح الحسين خلال احتفالات "عاشوراء"، وهو أمر معتاد سنوياً في مثل هذا التوقيت، مع استمرار فتح المسجد في أوقات الصلاة وجميع الشعائر، على أن يتم غلقه عقب انتهاء الصلاة مباشرة.

في المقابل، قال القطب الشيعي أحمد راسم النفيس لـ"الجريدة"، إن إغلاق ضريح "الإمام حسين" مسألة باتت معتادة منذ 3 سنوات، مشيراً إلى أن "الأمن يصدر بيانات تفيد بأن هناك تهديدات للضريح ليكون لديه مبرر لإغلاق المسجد المدفون فيه نجل الإمام علي، والذي يعتبره الشيعة أحد أهم المراجع المذهبية".