شهدت الجولة الثالثة من منافسات دوري ڤيڤا لكرة القدم تربع الكويت على القمة برصيد 7 نقاط للمرة الأولى في الموسم الحالي، في حين تنازل الجهراء عن القمة التي تربع عليها في الجولتين السابقتين، بعد توقف رصيده عند 6 نقاط.

وطغى الحماس الزائد على الحد على أحداث هذه الجولة، الأمر الذي انعكس بقوة على المستوى الفني للمباريات الأربع، إضافة إلى الخروج عن النص من بعض اللاعبين والإداريين لا سيما في مباراة القادسية والسالمية.

Ad

ولعل صراع حصد النقاط كي يوجد البعض في أجواء المنافسة على اللقب بشكل مبكر، وحرص البعض الآخر على الابتعاد عن شبح الهبوط مبكرا أيضا، سبب هذا الحماس.

المباريات الأربع جاءت متوسطة المستوى ولم تشهد جديدا من جانب الأجهزة الفنية التي يبدو أنها اكتفت بشحن اللاعبين نفسيا ومعنويا فقط، دون تقديم الجديد من الجمل الفنية والتكتيكية لتنفيذها.

ولعل أبرز ما في هذه الجولة هو إحراز معدل تهديفي جيد، ليأتي هذا الأمر بشكل معاكس للتحفظ الزائد على الحد من بعض الفرق، لكن يمكن القول إن أغلب هذه الأهداف جاءت من أخطاء دفاعية ولعبات ثابتة.

"الجريدة" تلقي بدورها الضوء على أبرز سلبيات وإيجابيات الفرق الثمانية في المباريات الأربع في السطور التالية:

غياب الروح الرياضية

افتقدت مباراة القادسية والسالمية الروح القتالية بشكل غريب، فما شهدته واقعة (عبدالغفور والمطوع) قبيل انتهاء المواجهة بدقائق من غياب العقل والحكم في التعامل مع خشونة عبدالغفور ضد المطوع أمر يجب مواجهته بقوة وشجاعة حتى لا تتكرر مثل هذه الواقعة في الجولات المقبلة، لا سيما في ظل الأجواء المشحونة والموتورة دون مبرر.

القادسية ظهر بمستوى مقبول، لكن مازال الفريق يفتقد الانسجام المطلوب الذي يرتفع معه المستوى الفني اللائق بالقلعة الصفراء، ويعد ارتفاع مستوى بدر المطوع بشكل ملحوظ واقترابه من مستواه الحقيقي وعودة محمد الفهد إلى التهديف والمستوى الرائع الذي يقدمه الأردني أحمد الرياحي إحدى أبرز الإيجابيات في هذه المباراة، التي يجب أن يراجع فيها الجهاز الفني حساباته جيدا، وأبرزها الأخطاء الدفاعية القاتلة.

أما السالمية، فأكد أن تعادله مع الكويت وفوزه على التضامن بتسعة لاعبين فقط جاءا عن جدارة واستحقاق شديدين، وإحقاقا للحق فإن الفريق يقدم مستوى جيدا هذا الموسم تحت قيادة مدربه عبدالعزيز حمادة، ونجح المدرب في إعادة اكتشاف النجم السوري فراس الخطيب مجددا، والذي بات صانع ألعاب ماهرا بجانب دوره كماهجم، وفي حال استمرار السماوي على هذا المستوى وتلافي العيوب ومن بينها إهدار الفرص السهلة وعدم التركيز في بعض الأحيان سينافس بقوة على لقب الدوري.

الاندفاع الهجومي

من جهته، استعاد النصر بعضا من بريقه تحت قيادة مدربه ظاهر العدواني، بتحقيق انتصار كبير على التضامن بأربعة أهداف من دون رد، محققا فوزا كبيرا غسل به أحزانه من خسارته الكبيرة بالأربعة أيضا أمام الكويت.

ويبقى اللاعب الصاعد الواعد، وأحد أفضل اللاعبين في الكويت في الوقت الراهن، مشعل الصليلي كلمة السر في أداء العنابي وفوزه، ليس بسبب الهدف الأول الذي أحرزه من ركلة ثابتة باقتدار ومهارة فائقة، بل بصناعته الأهداف وتمريراته القاتلة. في المقابل، مثلت مشاركة حمد أمان مع التضامن منذ بداية المباراة علامة استفهام كبرى، وخصوصا أن اللاعب غير جاهز فنيا وبدنيا، لكن في ظل النقص في اللاعبين فلا لوم على الجهاز الفني.

ومن المؤكد أن الاندفاع الهجومي المبالغ فيه واللعب برأسي حربة سبب أساسي في اهتزاز الشباك بثلاثة أهداف قبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة، ويبدو أن المدرب ماهر الشمري رأى أنه لابد من الهجوم من أجل إدراك هدف التعادل، وهو أمر منطقي جدا، لكن كان يتعين عليه تأمين الشق الدفاعي!

استحق الكويت حصد النقاط الثلاث على حساب الجهراء، لأنه كان الفريق المسيطر على مجريات الأمور والأكثر شنا للهجوم دون توقف، لكن مازال الأبيض يتعامل مع المباريات بأسلوب تجاري لحصد النقاط دون البحث عن تقديم وجبات كروية ممتعة للجماهير!

لاعبو الكويت يتمتعون بمستوى بدني رائع، لكن مباراة الأمس أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الفريق يعاني أزمة هجومية حادة، ناتجة عن إهدار الفرص بشكل مبالغ فيه، فليس من المنطقي أن تتاح له 6 فرص ويحرز منها هدفا واحدا!

في المقابل، لم يُحسن الجهاز الفني للجهراء بقيادة المدرب الصربي بوريس بونياك التعامل مع المباراة بشكل جيد، فالفريق عاد للخلف واعتمد على الجوانب الدفاعية دون مبرر، وخصوصا أن الطموح وصل إلى مداه في تحقيق الفوز والاستمرار على القمة، ولذلك كان يتعين على بونياك اللعب بأسلوب متوازن ما بين الدفاع والهجوم، وكان من البديهي والمنطقي أن يخرج مهزوما!

من جهتهما، لعب العربي وكاظمة الشوط الأول بمستوى غابت فيه أبجديات كرة القدم تماما، على الرغم من أن الفريقين لديهما دوافع عديدة لتحقيق الفوز.

البرتقالي كان الأفضل في الشوط الثاني، لكن المدرب البرتغالي اوليفيرا لم يصل إلى التوليفة التي يمكنها تحقيق الانتصارات وتقديم مستويات جيدة، وقد يرتفع المستوى وتتحقق النتائج المأمولة في الفترة المقبلة.

أما العربي فهو يحتاج إلى صبر من أجل تحقيق النتائج، وخصوصا أن المدرب محمد إبراهيم ليس لديه أوراق رابحة كثيرة تمكنه من تنفيذ ما يأمله، ويحسب لإبراهيم الدفع بلاعبين صغيرين هما علي خلف وجمعة العنزي، وهما من اللاعبين الذين ينتظرهم مستقبل رائع، وخصوصا أنهما ظهرا بمستوى جيد جدا، حيث يلعب خلف في مركز الوسط، والعنزي في مركز الدفاع.

أرقام

شهدت الجولة الثالثة تسجيل 11 هدفا بمعدل تهديفي 2.75 هدف في المباراة الواحدة، وهذا معدل جيد.

انتهت مباراتان بالفوز، ومثلهما بالتعادل، حيث تعادل القادسية مع السالمية 2-2، والعربي مع كاظمة 1-1.

أشهر الحكام 4 بطاقات حمراء كانت من نصيب اللاعبين بدر المطوع ومحمد الفهد (القادسية)، وأحمد عبدالغفور وأحمد ذيب (السالمية).

الكويت والجهراء هما الأكثر فوزا في البطولة حتى الآن (بمباراتين)، بينما العربي وكاظمة والتضامن مازال سجلها بدون انتصارات، أما القادسية والسالمية والعربي وكاظمة فهي الأكثر تعادلا (في مباراتين).

الكويت هو صاحب الهجوم الأكثر فاعلية برصيد 7 أهداف يليه في المركز الثاني القادسية والسالمية ولكل منهما 6 أهداف، في حين يعد خط هجوم التضامن وكاظمة الأضعف حيث أحرز كل منهما 3 أهداف فقط.

ومُنيت شباك كل من الجهراء والكويت بـ3 أهداف، وهما الأقوى دفاعا بهذا العدد، أما الفريق صاحب خط الدفاع الأضعف فهو التضامن الذي اهتزت شباكه 8 مرات.

وتربع مهاجم الكويت باتريك فابيانو على قمة هدافي البطولة برصيد 3 أهداف تبعه 6 لاعبين في مركز الوصافة وهم الايفواري جمعة سعيد (الكويت) ومشعل فواز والكولومبي لويس (النصر)، والكاميرون روجيريو والسوري فراس الخطيب (السالمية)، والبرازيلي فرانسيسكو (الجهراء) ولكل منهم هدفان.