تغيب عدد كبير من الطلبة، صباح أمس، حيث لم تتجاوز نسبة الحضور في معظم مدارس وزارة التربية الـ 20 في المئة، وذلك لاعتماد الطلبة على وجود تعليمات شفهية لدى الإدارات المدرسية بعدم تسجيل الغياب في يوم العاشر من المحرم، كما جرت العادة.

وأكدت مصادر تربوية أن عددا لا بأس به من المعلمين والموظفين تغيبوا عن الدوام أمس لنفس الاعتبارات.

Ad

وفي هذا السياق، كشفت مصادر تربوية مطلعة لـ «الجريدة» أن نسبة حضور الطلبة في أغلب المدارس لم تتعد 20 في المئة، في حين كان لافتا غياب عدد من المعلمين والموظفين في الوزارة، لافتة إلى وجود تعليمات شفهية بعدم احتساب يوم أمس ضمن إجراءات الغياب والمحاسبة المعتادة.

وفي سياق متصل، يعتزم موجهو المكتبات والتقنيات التربوية والخدمة الاجتماعية والنفسية تنظيم وفقة احتجاجية صباح اليوم أمام مبنى وزارة التربية للتعبير عن رفضه قرار فرض البصمة عليهم، معتبرين أنه يتعارض مع طبيعة عملهم لاضطرارهم للوجود في المدارس بشكل يومي وقيامهم بزيارات ميدانية.

وقالت مصادر تربوية إن بعض الموجهين التزموا بتنفيذ البصمة صباح أمس في مقرات إدارات المناطق التعليمية، إلا أنهم لم يغادروا مكاتبهم، حيث اشترطوا تنفيذ البصمة أو الخروج للزيارات الميدانية، لافتين الى أن تنفيذ الخطوتين يتطلب جهدا كبيرا واستخدام سياراتهم دون أن تصرف لهم أي بدلات عن استهلاك هذه السيارات في القيام بالزيارات، وأن معظمهم مقيدون بتنفيذ البصمة في المناطق التعليمية، ثم المغادرة لزيارة مدارس بعيدة كالفرق بين مدينة صباح الأحمد ومنطقة الأحمدي التعليمية وجابر الأحمد ومنطقة العاصمة التعليمية، حيث يجد الموجهون صعوبة بالغة في القيام بعملهم على هذا النحو.

تذمر

إلى ذلك، وضمن تداعيات قرار تنفيذ البصمة على جميع العاملين في الجهات الحكومية اعتبارا من صباح أمس، عبر عدد كبير من شاغلي الوظائف الإشرافية في «التربية» عن تذمرهم من القرار، معتبرين أنه «تطفيش» للكفاءات الوطنية لإجبارهم على التقاعد.

وقال بعضهم لـ «الجريدة» إن القرار جاء ليصب النار على الزيت، لأننا نعاني الكثير من المشكلات ليضاف إليها قرار البصمة الذي سيتسبب دون أدنى شك في هروب الكفاءات الوطنية، والتقدم بطلبات تقاعد بالجملة، لافتين إلى أن ذلك من شأنه التأثير سلبا على سير العمل، وليس كما يظن من أصدر قرارات البصمة بأنه سيسهم في خلق الالتزام بالعمل.

وأشاروا إلى أن فرض البصمة على الإشرافيين وقدامى الموظفين ممن تجاوزت خدمتهم الـ 25 عاما يعكس وجود أزمة ثقة بوزارة التربية، مشددين على أن الالتزام بالدوام وتأدية المهام لا تفرضه البصمة، بقدر ما تفرضه قيم الشخص ومحبته لعمله وإخلاصه وتفانيه في خدمة وطنه.

وطالب الوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة فيصل المقصيد باستثناء موجهي الخدمة النفسية والاجتماعية، وموجهي التقنيات، وموجهي المكتبات من قرار تطبيق البصمة.

وأوضح المقصيد في كتاب وجهه أمس إلى وكيل وزارة التربية د. هيثم الأثري، للمطالبة باستثنائهم من قرار البصمة، أن عمل الموجهين الفنيين في قطاع التنمية التربوية يتطلب الوجود في الميدان معظم أوقات الدوام الرسمي للمدارس، للقيام بواجباتهم والمهام الموكلة اليهم.