«داعش» يسيطر على مدينة سورية بهجوم أوقع 218 قتيلاً

• النظام يستولي على مواقع عند حدود الأردن •3 آلاف قتيل بسبتمبر في أعلى حصيلة خلال العام

نشر في 01-10-2017
آخر تحديث 01-10-2017 | 21:50
مديرية الآثار والمتاحف تعرض تمثال أسد اللات التدمري البالغ عمره 2000 عام في دمشق أمس	(رويترز)
مديرية الآثار والمتاحف تعرض تمثال أسد اللات التدمري البالغ عمره 2000 عام في دمشق أمس (رويترز)
في إطار هجوم واسع شمل منطقة البادية السورية، وشهد مقتل نحو 218 أغلبهم من قوات الرئيس بشار الأسد وميليشيا «حزب الله»، عاد تنظيم داعش إلى مدينة القريتين في محافظة حمص وتمكن من السيطرة على بلدة وجبل استراتيجي يشرف على طريق حيوي في منطقة السخنة.
على وقع معارك طاحنة شهدتها محاور عدة في منطقة البادية السورية خسرت فيها قوات الرئيس بشار الأسد وميليشيا "حزب الله" أكثر من 128 عنصراً، شن تنظيم داعش هجوماً واسع النطاق تمكن خلاله من السيطرة على بلدة القريتين الواقعة في محافظة حمص.

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، سيطر "داعش" على كامل "القريتين" الواقعة جنوب شرق حمص إثر هجوم مباغت، موضحاً أن مجموعات من التنظيم تسللت من منطقة البادية إلى المدينة حيث كان يوجد عدد قليل من قوات النظام، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة.

وتمكنت قوات النظام بدعم روسي من استعادة "القريتين" في بداية أبريل 2016 بعدما كان التنظيم المتطرف قد سيطر عليها مطلع أغسطس 2015 وعمل على تدمير دير أثري من القرن السادس الميلادي وإحراق عدد من الكنائس.

بادية السخنة

وأفاد عبدالرحمن باندلاع معارك عنيفة تدور بشكل متزامن بين الطرفين على محاور عدة في بادية السخنة، حيث تمكن التنظيم أيضاً من السيطرة على بلدة وجبل استراتيجي يشرف على طريق حيوي.

وأسفرت هجمات شنها التنظيم على حواجز لقوات النظام والموالين لها جنوب مدينة السخنة منذ الخميس عن سقوط 128 عنصراً على الأقل في صفوفها، بينهم 20 مقاتلاً على الأقل من "حزب الله" اللبناني. كما قتل تسعون جهادياً على الأقل، وفقا للمصدر.

وأوضح عبدالرحمن أن التنظيم، الذي يتلقى خسائر ميدانية على جبهات عدة، يحاول عبر هذه الهجمات المباغتة أن "يثبت أمام الرأي العام المحلي والدولي أنه مازال يحتفظ بقدرته على الهجوم والمباغتة، وإيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف خصومه".

وتزامن بدء هذه الهجمات مع بث التنظيم الخميس تسجيلاً صوتياً نسب إلى زعيمه أبوبكر البغدادي، دعا فيه أنصاره إلى "الصبر والثبات" في وجه "الكفار" المتحالفين ضدهم في سورية والعراق. وناشد "جنود الخلافة" تكثيف "الضربات" في كل مكان، واستهداف "مراكز إعلام" الدول التي تحارب التنظيم.

مواقع جديدة

في المقابل، أكدت وحدة الإعلام الحربي التابعة لـ"حزب الله"، أمس، أن النظام وحلفاءه سيطروا على تسعة مواقع على حدود الأردن وعززوا سيطرتهم على مواقع تقع إلى الجنوب الشرقي من العاصمة دمشق.

وعلى جبهة ثانية، أعلن ​الإعلام الحربي​ "تقدم ​الجيش مسافة 10 كيلومترات باتجاه مدينة ​الميادين​ في ريف ​دير الزور​ وسط تغطية جوية ومدفعية كثيفة".

ووصلت تعزيزات عسكرية إلى دير الزور لدعم القوات المتقدمة تجاه الميادين بالتوازي مع عمليات بدأت من حميمة تجاه الميادين كمحور ثان للانطلاق لتحرير الميادين.

وفي وقت سابق، استعادت القوات الحكومية سيطرتها على طريق دير الزور- دمشق بعد تمكنها من احتواء هجمات "داعش" على قرى كباجب والشولا وهريبشة في عمق البادية فجر الجمعة.

قوافل ومنظومات

وفي الشمال، أفادت وكالة "الأناضول" التركية بأن "قافلة جديدة تتضمن ناقلات جنود مصفحة وعددا من الآليات العسكرية وصلت إلى منطقة ​الريحانية​ بولاية هطاي جنوبي ​على ​الحدود السورية​ في إطار دعم ​الجيش لوحداته العاملة بالمنطقة".

وخلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن تركيا تعمل على تشكيل منطقة آمنة في إدلب وفق اتفاق أستانة، الذي ترعاه مع روسيا وإيران.

في السياق، نشرت روسيا مجموعة جديدة من منظومة الدفاع الجوي "اس 400" على بعد 13 كيلومتراً شمال غرب مدينة مصياف في محافظة حماة. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الرسمية عن موقع "Jane's Defence" أنه من هذا الموقع بالتحديد تم إطلاق صواريخ مضادة للسفن "باستيون" على أهداف أرضية بسورية في خريف عام 2016، مشيراً إلى أن المنظومة مخبأة في الكهوف ويوجد في الموقع ذاته على الأقل منظومة دفاع جوي قصيرة المدى واحدة "بانتسير-إس".

قتلى سبتمبر

وغداة تقرير لوزارة الدفاع الروسية أكدت فيه مقتل أكثر من ألفي مسلح في عملياتها العسكرية خلال الأيام العشرة الماضية، كشف المرصد السوري أمس عن حصيلة شهرية هي الأكبر خلال العام الحالي وثق فيها مقتل كثر من 3000 شخص بينهم نحو ألف مدني خلال سبتمبر.

وأوضح مدير المرصد أن بين القتلى 207 أطفال على الأفل، لافتا إلى أن "أكثر من سبعين في المئة من المدنيين قتلوا جراء ضربات جوية".

في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، لوفد لممثلي عدد من كبرى الشركات الروسية برئاسة نائب وزير الطاقة كيريل مولودتسوف

أمس، أن بلاده تشهد "الفصل الأخير" من حربها ضد "الإرهاب" وتتجه بخطى ثابتة نحو إعادة الإعمار،"، مشيراً إلى تقدير النظام لدور موسكو "الكبير" ومساعدتها "في مواجهة العدوان الذي تتعرض له".

وأكد مولودتسوف أن زيارة الوفد تهدف إلى إجراء مباحثات "متكاملة وبناءة" مع الحكومة السورية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، وكذلك "تعزيز مقومات صمود سورية في مواجهة الإرهاب، والمساعدة في إعادة إعمارها من أجل عودة الاستقرار والسلام إليها".

نحن في الفصل الأخير من العدوان ونتجه بخطى ثابتة نحو إعادة الإعمار ... وليد المعلم
back to top