مصر / وزارة التضامن تتوعد «خصوبة الصعايدة»
«تسرب الفتيات من التعليم والبطالة يرفعان معدلات الزواج المبكر»
مازالت التصريحات التي أطلقتها وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، الجمعة الماضية، تواصل أصداءها في الشارع المصري، خاصة لدى أبناء الصعيد، الذين توعدتهم بتعطيل خصوبتهم لمواجهة الزيادة السكانية، حيث قالت الوزيرة إن "نسبة الخصوبة في الصعيد مرتفعة، وتعد الأعلى في مصر، وسنحاول تعطيل ذلك من خلال بعض البرامج لخفض معدلات الإنجاب".وقبل ساعات من إعلان رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أبوبكر الجندي، وصول تعداد سكان مصر إلى 104 ملايين نسمة، أمس الأول، قالت الوزيرة والي إن حملة "كفاية 2"، التي تتبناها الوزارة، تحتاج عملا على أرض الواقع، وبرامج وتدخلات جوهرية لتوعية المواطنين لخفض معدلات النمو السكاني في مصر.وأشارت والي، خلال حديثها لأحد البرامج التلفزيونية، إلى أن هناك مليونا و3632 امرأة أعمارهن أقل من 35 عاما ولديهن من طفل إلى 3 أطفال، وفي حالة خصوبة ممتدة لأكثر من 10 سنوات.
إلى ذلك، قالت الناشطة الحقوقية داليا المنسي إن هناك انتهاكا لحقوق المرأة بشكل عام خاصة في صعيد مصر، ما نتج عنه ترسيخ فكرة الزواج المبكر للبنات في الصعيد، وغيرها من العادات والتقاليد التي لم تجد من يحاربها منذ انتشارها، لاسيما الختان وتسرب الفتيات من التعليم.وأضحت المنسي أنه لا يمكن محاربة الزواج المبكر، وارتفاع الخصوبة في الصعيد بالقوانين، لكن يجب أن يتم ذلك من خلال برامج التوعية، وتوفير فرص عمل لبنات الصعيد.وذكرت عضوة لجنة المشروعات الصغيرة في البرلمان هالة أبوالسعد أن زيادة معدلات الإنجاب وزواج الفتيات في عمر 12 عاماً يعد مؤشرا خطيرا، وينبغي أن تتكاتف الوزارات المختلفة لوضع خطة موضوعية لمواجهة هذه الظواهر في صعيد مصر، سواء بسن قوانين لتحديد عدد المواليد أو بتنمية الصعيد وإقامة المشروعات الصغيرة لتحريك الفتيات إلى العمل وزيادة وعيهن عن طريق الإعلام.فيما أكد وكيل لجنة حقوق الإنسان النائب عن محافظة قنا محمد الغول أن نواب الصعيد يسعون باستمرار إلى تحريك الحكومة لتنمية الصعيد، لما يعانيه من فقر وغياب وعي وانتشار العادات والتقاليد الخاطئة.وبين الغول أن الوزيرة لن تستطيع تعطيل الخصوبة بمجرد تصريح أو قرار أو قانون، لكن يمكن أن يتم ذلك عبر إجراءات فعلية على أرض الواقع، لتنمية وعي أبناء الصعيد بالتأثيرات السلبية لزيادة معدلات الإنجاب.