مع وصول توابيت العشرات من قوات الرئيس السوري بشار الأسد إلى كل من اللاذقية وطرطوس، بعد سقوطهم خلال معارك البادية مع تنظيم "داعش"، قتل ثمانية عناصر على الأفل من ميليشيا "حزب الله" اللبناني، أمس، في ضربة نفذتها طائرة من دون طيار (درون) مجهولة الهوية على موقع تابع لهم في المنطقة الصحراوية في وسط سورية".ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، فإن "طائرة من دون طيار مجهولة الهوية استهدفت موقعاً لحزب الله قرب المحطة الثالثة بمنطقة السخنة في بادية حمص الشرقية، مما تسبب في مقتل ثمانية من عناصره على الأقل، وإصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح".
وأكد مصدر ميداني وقوع الغارة ومقتل 7 عناصر من الحزب على الأقل، إضافة إلى مقاتلين سوريين لم يحدد عددهم، موضحا أن العمل جار "للتأكد من هوية من نفذ الغارة".ويتقدم "حزب الله"، الذي يقاتل علناً منذ عام 2013 إلى جانب قوات الأسد بدعم إيراني وروسي، الخطوط الأمامية في المعارك ضد "داعش" في منطقة البادية الممتدة من ريف حمص حتى مدينة دير الزور.
نيران وتوابيت
وفي حين تحدثت أنباء عن نيران صديقة مصدرها القوات الروسية المنتشرة بدير الزور، اتهمت قيادة القوات الموالية للنظام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بضرب معسكر "حزب الله"، بحسب موقع "خط تماس" الإلكتروني، الذي نشر أسماء قتلى الحزب السبعة.ويشن "داعش" منذ الخميس هجمات معاكسة على مواقع قوات النظام وحلفائها في ريف حمص الشرقي تسببت، وفق المرصد، في مقتل 172 عنصراً على الأفل من قوات النظام، بينهم 26 عنصرا من "حزب الله"، وتمكن خلالها من السيطرة على مدينة القريتين الاستراتيجية.في هذه الأثناء، نشرتها صفحات موالية للنظام مراسم لتشييع العشرات من قوات الأسد، الذين قتلوا في هجوم "داعش" المباغت على دير الزور وريف حمص الشرقي، موضحة أن 107 قتلى وصلت جثثهم إلى ذويهم في طرطوس واللاذقية وجبلة ومصياف وحمص والقرداحة وريف دمشق وحلب ودير الزور.تفجير الميدان
في هذه الأثناء، استهدف تفجير انتحاري مزدوج أمس حي الميدان الواقع في قلب العاصمة السورية دمشق، مما أسفر عن مقتل 15 بينهم مدنيون وعناصر شرطة، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالة خطيرة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا".وتحدث المرصد السوري عن "تفجير آلية مفخخة قرب قسم الشرطة، تبعها إقدام انتحاري على تفجير نفسه بحزام ناسف"، وفي الوقت ذاته "فجر انتحاري آخر نفسه بحزام ناسف عند مدخل القسم".وسبق أن تعرض قسم شرطة الميدان لتفجير انتحاري في 16 ديسمبر، حين دخلت إليه فتاة تبلغ من العمر 7 سنوات مرتدية حزاماً ناسفاً، تم تفجيره عن بعد، مما أسفر عن وقوع إصابات.معركة الرقة
وفي الرقة، شددت قوات سورية الديمقراطية (قسد) مدعومة أميركياً الخناق على مقاتلي "داعش" المحاصرين داخل المستشفى الوطني، أحد آخر معاقل التنظيم في المدينة، التي انتزعت نحو 90 في المئة منها.وعلى بعد أقل من 150 متراً غرب المستشفى، احتلت "قسد" أمس الأول موقعاً في الطابق الرابع من مبنى متضرر بشكل كبير، لكنه يطل على المستشفى، وأطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة بشكل دوري نحو التنظيم.وقال أمجد سرياني وهو قائد عسكري محلي وعضو في المجلس العسكري السرياني "نحن الآن في آخر نهاية الرقة، هناك فقط مكانان، الملعب وعدة أبنية متبقية حوله والمشفى الوطني. بيننا وبين داعش مسافة 120 مترا".عودة الجولاني
وفي إدلب، عين مجلس شورى "هيئة تحرير الشام" زعيم "جبهة النصرة" سابقاً أبومحمد الجولاني قائداً عاماً لتحالف الفصائل الإسلامية في المحافظة، بعد استقالة هاشم الشيخ (أبو جابر).وفي بيان نشره أمس الأول، كلف مجلس الشورى الجولاني، الذي يقود "فتح الشام" التي شكلت بعد فك ارتباط "النصرة" عن تنظيم القاعدة، بتسيير أمور فصائل "تحرير الشام" في الوقت الراهن، وقرر تعيين أبوجابر رئيساً لمجلس شورى الهيئة.إعادة الإعمار
سياسياً، أكد الأسد، خلال استقباله في دمشق أمس، وفداً يضم مسؤولين اقتصاديين من الحكومة الروسية وعدداً من مديري وممثلي الشركات الكبرى، برئاسة كيريل مولودتسوف نائب وزير الطاقة، أن "انتصارات الجيش بمساعدة الدول الصديقة وروسيا مهدت الطريق لإعادة دوران العجلة الاقتصادية"، معتبرا أنه من الطبيعي أن تكون المشاركة في عملية إعادة الإعمار للدول التي وقفت إلى جانبه.موقف سعودي
في المقابل، شدد رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل على أن المملكة لم تعلن ولا توافق على بقاء الأسد رئيسا، داعياً السوريين أنفسهم إلى حل ذلك الأمر.وأشار الفيصل، في حوار مع وكالة "سبوتنيك"، إلى أن مفاوضات جنيف وأستانة لم تتوصل إلى الآن إلى آلية تسمح للشعب السوري باتخاذ مثل هذا القرار، مبينا أنه "وإلى أن يحدث ذلك سنواصل القول إن بشار الأسد ليس الرئيس الشرعي، وإنه لا يمثل الشعب السوري ويقتل السوريين".