عاد مجمل الوضع السياسي إلى طبيعته بعد كباش سياسي حاد كاد يطيح الحكومة على خلفية التطبيع مع سورية وإعادة قنوات التواصل معها من أجل معالجة ملف النازحين. ورأت معظم الأطراف السياسية أن مقتضيات التوازن السياسي وضرورات خفض سقوف المواقف العالية، أساسيان لاستمرار العهد والحكومة، وهو ما أكده الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي ضخ جرعة من التهدئة في الأجواء السياسية، معلناً، أمس الأول، تمسكه "ببقاء الحكومة حتى الانتخابات النيابية".
إلى ذلك، وفي موقف بارز أعقب لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في بيت الوسط، مساء أمس الأول، قال جنبلاط خلال تكريمه ضباطاً متقاعدين في الجيش اللبناني والقوى اللبنانية المسلحة، أمس: "العدو هو إسرائيل والصديق هو سورية، ونعم الصديق هو سورية"، آملاً "بنظام جديد أو أفق جديد يعطي الشعب السوري الحرية والكرامة"، معتبراً أن "كل ذلك رهن التطورات والظروف في ظل صراع الأمم الجاري اليوم على الأرض السورية".في موازاة ذلك، وفي إطار الاهتمام الأميركي بلبنان واستقراره، جال نائب قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال شارل براون ترافقه السفيرة أليزابيت ريتشارد في الجنوب، أمس، في زيارة بقيت بعيدة عن الأضواء هدفت بشكل أساسي إلى استقصاء الوضع الجنوبي، وتحديداً منطقة عمل قوات الطوارئ الدولية والاطلاع عن كثب على ما يدور في مخيم عين الحلوة.وعقد النائب السابق فارس سعيد مؤتمراً صحافياً، أمس، رد فيه على عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله على خلفية تصريحه عن دولة لبنان الكبير. وقال: "لا أريد أن أحيل النائب الكريم إلى أدبيات الطوائف الأخرى والاعتبارات، التي حملتها على التمسك بلبنان الكبير والوفاء له، ولن أحيله خصوصاً على منطق كنيستي، الكنيسة المارونية، التي توافق اللبنانيون على أن الفضل الأول في تأسيس الكيان عام 1920 إنما يعود إليها". وأضاف سعيد: "اختيارنا التاريخي هذا كان يعني بداهة وحكماً رفضنا أن نكون أهل ذمة لأي فئة طائفية في الداخل اللبناني، أو جالية لأي دولة أجنبية في الخارج، فضلاً عن أن يكون لبنان كياناً خاصاً بنا. كان هذا خيارنا في الماضي، وهو الآن أقوى مما كان". وختم: "لا حول ولا قوة، لأنه في لحظة إعادة "تشكيل المنطقة" وفي لحظة تفتح الشهيات العرقية والإثنية والمذهبية والطائفية يطل علينا نائب من حزب الله ليتنكر لحدود لبنان التي انتزعناها عام 1920!"في غضون ذلك، زارت سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، أمس، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي عرض لها خطة الوزارة وتحضيراتها لإجراء الانتخابات في موعدها. وقالت لاسن بعد اللقاء: "لقد شددنا كاتحاد أوروبي على أهمية إجراء هذه الانتخابات وجددنا عرضنا لإيفاد بعثة مراقبة من الاتحاد الأوروبي، كما أبدينا استعدادنا لمساعدة وزارة الداخلية اللبنانية في جميع الإجراءات المتعلقة بالانتخابات، التي نرى أنها خطوة مهمة للبنان".
إشكال طلابي بين «حزب الله» و«القوات»
وقع إشكال أمس بين عدد من الطلاب داخل حرم الجامعة "اليسوعية". وأشارت مصادر أمنية إلى أنّ "الإشكال بين طلاب من حزب الله وآخرين من حزب "القوات اللبنانية"، لكن لم تعرف الأسباب التي أدّت إلى حدوثه.