جددت القاهرة، أمس، تأكيدها على قطع جميع الروابط العسكرية مع بيونغ يانغ، معتبرة ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الأول، بشأن صفقة صواريخ كورية شمالية اشتراها رجال أعمال من مصر لبيعها للقوات المسلحة المصرية أغسطس الماضي، عار من الصحة ولا أساس له.

وقال مصدر رفيع المستوى، لـ"الجريدة"، "مصر ليست بحاجة إلى إخفاء شراء أي أسلحة من الخارج"، موضحا أن جميع الصفقات التي يتعاقد عليها الجيش المصري يتم إعلانها بشكل واضح ومن مصادر رسمية.

Ad

وعلمت "الجريدة"، من مصدر مطلع، أن مصر أوقفت التعاون مع كوريا الشمالية منذ عامين، وأن القاهرة اتخذت قرارا مطلع العام الجاري بوقف تبادل الخبرات العسكرية مع كوريا الشمالية، وأن الجيش المصري لا يتسلح بمعدات أو ذخائر عبر وساطات رجال أعمال.

وأوضح المصدر أن آخر الصفقات العسكرية بين القاهرة وبيونغ يانغ كانت صواريخ من طراز "سكود" وأنظمة دفاع جوي، مشيرا إلى أن أميركا تسعى إلى أن تكون المصدر الرئيسي لتسليح الجيش، الأمر الذي تتحفظ عنه مصر.

وكانت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، الناطقة باسم وزارة الدفاع في سول، نقلت عن وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، أثناء زيارته الأخيرة لكوريا الجنوبية، سبتمبر الماضي، قوله إن بلاده قطعت كل روابطها العسكرية مع كوريا الشمالية.

يذكر أن العلاقات المصرية الأميركية مرت خلال الأشهر الأخيرة من حكم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بحالة من التوتر، إلا ان وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يناير الماضي عكس المستوى الرفيع من التفاهمات بين القاهرة وواشنطن، لكن مراقبين رجحوا اهتزاز الثقة نسبيا بين البلدين، عقب احتجاز وإرجاء جزء من المساعدات الأميركية لمصر، والمقدرة بـ 1.3 مليار دولار، منذ نحو شهر.

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في عددها الصادر أمس، أن السلطات المصرية تمكنت بفضل معلومة استخبارية أميركية من إحباط تهريب شحنة عملاقة من الأسلحة من كوريا الشمالية في أغسطس الماضي، مضيفة أن رجال أعمال مصريين اشتروا الصواريخ، بقيمة ملايين الدولارات، وكانوا ينوون بيعها للجيش المصري وبذلوا جهودا كبيرا للإبقاء على سرية الاتفاق بسبب العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ.

وأشار التقرير الى أن السفينة رفعت العلم الكمبودي، وحملت قماشا مشمعا ثقيلا غطى الحمولة المخبأة تحت صخور من ركاز الحديد، وتضم أكثر من 24 ألف قنبلة صاروخية، ومكونات مستكملة لـ 6 آلاف أخرى، وأضاف أن السفينة التي كانت قد مرت في قناة السويس، تم رصدها في صيف عام 2016 من قبل الاستخبارات الأميركية، التي تعقبتها منذ مغادرتها كوريا الشمالية مع طاقم كوري شمالي، وراقبتها وهي تبحر غربا متجهة إلى خليج عدن وقناة السويس.

وجاء في تقرير للأمم المتحدة كشفت عنه الصحيفة أن هذه الصفقة هي "الأكبر في تاريخ العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بسبب تجاربها النووية". وكشف التقرير أن مصر دمرت الشحنة بإشراف الأمم المتحدة.

وقالت الصحيفة إن هذه الصفقة السرية قد تكون وراء تجميد الدعم المالي الذي كان من المفترض أن يصل إلى الجيش المصري الشهر الماضي بمبلغ 300 مليون دولار. وكانت السلطات الأميركية قد بررت تجميد التمويل الأميركي بـ "عدم إحراز تقدم على صعيد حقوق الإنسان".

وذكر التقرير أن سورية اشترت أخيراً معدات وقائية من الأسلحة الكيماوية من بيونغ يانغ، وأن "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران وهو "عميل قديم" لبيونغ يانغ اشترى صواريخ كورية شمالية.