في أسوأ إطلاق نار منذ عقود في الولايات المتحدة، قتل مسلح 50 شخصا على الأقل، وأصيب 406 آخرون مساء الأحد في لاس فيغاس، حين فتح النار على حشد متجمع لحضور حفل موسيقي في الهواء الطلق، في عملية تبناها تنظيم «داعش»، الذي سبق أن تبنى في الأيام الأخيرة هجومين في كندا وفرنسا، إضافة الى شنه هجوما قويا في سورية، وذلك غداة كلمة لزعيمه أبوبكر البغدادي، الذي دعا مناصري التنظيم الى القتال في كل مكان.

وقال مسؤول شرطة لاس فيغاس، جو لومباردو، للصحافة إن مطلق النار وهو من سكان لاس فيغاس، ويدعى ستيفن بادوك عثر عليه ميتا عندما وصل فريق قوات الأمن الى الطابق الـ 32 من فندق ماندالاي باي حيث كان متمركزا.

Ad

وقال جوزف لومباردو لصحافيين: «نعتقد أنه انتحر قبل وصولنا» الى الغرفة. وتم العثور على 10 بنادق مع مطلق النار، وفق لومباردو. وكانت الشرطة قالت سابقا انه تم العثور على 8 بنادق، وإن الشرطة قتلت بادوك بعد أن اقتحمت غرفته مستخدمة المتفجرات.

وأفاد مسؤول في الشرطة بأن مطلق النار يبلغ من العمر 64 عاما، ولديه تاريخ من المشكلات النفسية، فيما ذكرت شرطة ميسكيت أنه يقيم في هذه البلدة البالغ عدد سكانها حوالي 18 ألف نسمة، والواقعة على مسافة نحو 120 كلم من لاس فيغاس في ولاية نيفادا، وتحدثت مصادر محلية أنه يقيم في منتجع للمتقاعدين.

رفيقة المنفذ

وقال لومباردو إن رفيقة ستيفن بادوك التي كانت تبحث عنها قوات الأمن حدد مكانها «في الخارج»، مضيفا «لقد تحدثنا معها، ونعتقد أنها غير ضالعة» في العملية. وكانت الشرطة قد وزعت صورة لامرأة تبدو من أصول آسيوية، قالت إنها رفيقة المسلح.

مداهمة منزله

وأضاف لومباردو أن المحققين وصلوا في وقت مبكر إلى منزل بادوك، وقال: «سنعمل على مسح مكان الإقامة أولا بحثا عن أي متفجرات محتملة، وستكون هذه العملية بطيئة ومنظمة، وسوف تستغرق بعض الوقت قبل الانتقال إلى مرحلة التفتيش للمنزل».

وكان حوالي 3 آلاف شخص متجمعين في ساحة واسعة في عاصمة الترفيه وألعاب القمار في الولايات المتحدة، لحضور حفل للمغني جايسون الدين خلال مهرجان شهير لموسيقى الكانتري. وتمركز مطلق النار في الطابق الثاني والثلاثين من فندق وكازينو «ماندالاي باي» المطل على الساحة، وارتكب المجزرة من نافذة غرفته. وقال أحد الشهود ويدعى جو بيتز لوسائل الإعلام: «كنا نمضي أمسية رائعة حين سمعنا ما يشبه مفرقعات. في الواقع كان إطلاق نار من سلاح رشاش، لكن صوته بدا وكأنه مفرقعات».

وأعلن المغني جيسون الدين في رسالة على «إنستغرام» أنه وأعضاء فرقته سالمون وقال «كانت الأمسية أكثر من مروعة»، مهديا «أفكاره وصلواته» إلى كل الذين كانوا في حفله الموسيقي.

وأطهر فيديو جيسون وهو يفر من المسرح لإنقاذ حياته على وقع طلقات الأسلحة الرشاشة للمنفذ.

وطوقت الشرطة الفندق ومشارفه لضرورات التحقيق، وفق ما أعلنت إدارته. وكتب فندق ماندالاي باي في حسابه على «تويتر»: «نرفع أفكارنا وصلواتنا إلى الذين كانوا ضحية الأحداث المفجعة الليلة الماضية».

وأظهرت مشاهد صورت من محيط ماندالاي باي حشدا يحضر حفلا موسيقيا في حين يندلع دوي يشبه رشقات رشاشة. وتسبب إطلاق النار في تدافع كبير وسط حال من الذعر، فهرع بعض المشاهدين للفرار فيما، وتمدد آخرون أرضا للاحتماء من الرصاص. وفي الصور التي التقطت خلال الحفل، يمكن رؤية العديد من الجرحى ممدين أرضا أمام المسرح وأطرافهم تنزف، فيما يقوم آخرون بمواساة بعضهم.

وقالت الشاهدة مونيك ديكيرف لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية «بدأنا نسمع أصوات زجاج يتحطم، نظرنا حولنا لمعرفة ما يحصل. بعد دقائق سمعنا دوي مفرقعات، واعتقدنا انها العاب نارية ثم أدركنا أنها ليست كذلك، وأنها كانت طلقات نارية». وأضافت: «اعتقدنا لوهلة ان الأمور تسير جيدا، بعدما توقفت النيران، لكنها بدأت مجددا».

وقالت شقيقتها راشيل التي كانت تحضر معها الحفل إن «النيران كانت تأتي من جهة اليمين، بالقرب منا تماما». وسبق أن استهدفت عدة حفلات أو أماكن ترفيه في السنوات الماضية بعمليات إطلاق نار.

وفي الولايات المتحدة، وقع اطلاق نار في ملهى ليلي في أورلاندو في يونيو 2016، مما أسفر عن 49 قتيلا.

وفي باريس في نوفمبر 2015 استهدف حفل لفرقة موسيقية باعتداء في قاعة باتاكلان، مما أوقع 90 قتيلا.

وفي الآونة الأخيرة، في 22 مايو 2017، قتل 23 شخصا خلال حفلة موسيقية للمغنية إريانا غراندي في مدينة مانشستر البريطانية.

«داعش»

من جهتها، أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم «داعش» مسؤولية التنظيم عن إطلاق النار في لاس فيغاس، وقالت إن «منفذ هجوم لاس فيغاس هو جندي للتنظيم، ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف»، مشيرة إلى أنه اعتنق الإسلام قبل عدة أشهر. لكن المتحدث باسم الشرطة قال إنه لا يعتقد أن المشتبه به في الهجوم على صلة بأي جماعات متشددة. وقال مسؤولان أميركيان كبيران لوكالة رويترز إنه لا توجد أدلة حاليا على أن مطلق النار مرتبط بأي جماعة دولية متشددة، غير أن مسؤولا ذكر أن الوكالات الأمنية تحقق في إعلان تنظيم «داعش» المسؤولية.

ترامب

وندد الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أمس، بالهجوم، ووصف ما حصل بـ «الشر المطلق». وقال ترامب بعد أن أوضح أنه سيتوجه الى لاس فيغاس الأربعاء ومن دون أن يذكر تبني «داعش» لإطلاق النار، إنه أمر بتنكيس الأعلام حدادا، معربا عن تعاطفه ومواساته لأهالي الضحايا.

امرأة حذرت المشاركين بالحفل قبل ساعة من الهجوم

صاحت: «إنهم في كل مكان ستتعرضون للقتل» قبل طردها

قبل ساعة من هجوم لاس فيغاس، أثارت امرأة استغراب الحضور في الحفل الموسيقي الذي استهدف بالهجوم، عندما بدأت تصيح بأعلى صوتها وهي في حالة هيستيرية: «انهم في كل مكان ستموتون جميعكم». وأفادت وسائل إعلام محلية بأن المرأة التي وصفت بأن ملامحها لاتينية وفي الخمسينيات من عمرها، اثارت بلبلة بين الحضور، قبل أن يطردها رجال الأمن وهي بصحبة مرافق لها، الى خارج موقع الحفل. وروى شهود عيان أن المرأة ركضت صوبهم وهي تحذرهم من تعرضهم للقتل.

أكبر إطلاق نار عشوائي منذ عام 1949

وصفت وسائل إعلام أميركية الهجوم في لاس فيغاس، الذي أوقع 50 قتيلاً، بأنه أكبر عملية قتل باطلاق نار عشوائي منذ عام 1949، وعددت أكبر 9 اعتداءات منذ ذلك الوقت وهي:

1 - الهجوم على ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو عام 2016 وسقط فيه 49 قتيلاً.

2 - مجزرة جامعة كاليفورنيا، عام 2007، وسقط فيها 32 قتيلاً.

3 - إطلاق النار في مدرسة في نيوتن، عام 2012، أسفر عن مقتل 27 شخصاً.

4 - اعتداء داخل كافيتيريا في تكساس، أسفر عن مقتل 27 شخصاً عام 1991.

5 - إطلاق نار بمطعم ماكدونالدز عام 1984 في كاليفورنيا سقط فيه 21 قتيلاً.

6 - إطلاق نار في جامعة تكساس تاور، في أوستن أسفر عن مقتل 13 شخصاً عام 1966.

7 - اعتداء في مدرسة كولومبين بكولورادو أوقع 14 قتيلاً عام 1999.

8 - اعتداء على مقر البريد في ادموند أوكلاهوما أوقع 14 قتيلاً.

9 - الهجوم على مركز صحي في سان برناردينو في كوليفورنيا في 2015 أوقع 14 قتيلاً.