الغرق في «شبر استثنائي»
من غير المعقول أن عضو البرلمان المطالب بإقرار المشاريع والرقابة على الدولة وله صلاحية عظمى؛ مثل مبايعة رئيس الدولة واختيار ولي العهد وإسقاط رئيس الوزراء، واستجواب وزرائه وإقرار القوانين، مع ما تتضمنه هذه المهام من ضغوط كبيرة، أن يأخذ راتباً كرواتب صغار موظفي الحكومة.
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
إن عضو مجلس الأمة يستحق راتباً يساوي وظيفته إسوة بوظائف السلطات الأخرى وإسوة بالهيئات الجديدة المستحدثة والتي منحت رواتب فوق العادة، وكذلك كرواتب بعض أجهزة الدولة التي منحت كوادر عالية، ومن غير المعقول أن عضو البرلمان المطالب بإقرار المشاريع والرقابة على الدولة وله صلاحية عظمى مثل مبايعة رئيس الدولة واختيار ولي العهد وإسقاط رئيس الوزراء، واستجواب وزرائه وإقرار القوانين، مع ما تتضمنه هذه المهام من ضغوط كبيرة، ومع ذلك يأخذ راتباً كرواتب صغار موظفي الحكومة، وإذا ما انتهت عضويته مبكراً يمنع من العودة لوظيفته السابقة، ثم لا يحصل على أي معاش تقاعدي، فما المطلوب من هذا التضييق على أي نائب وطني وشريف؟ لأننا نعلم أن هناك من استفاد من عضويته البرلمانية بالملايين ولن يكون همه راتبا تقاعديا قيمته ألفا دينار. ألوم هذا المجلس وكل المجالس السابقة التي لم تحفز راتب عضو البرلمان، وتضمن له تشريعاً يحمي راتبه التقاعدي باستقلالية ودون الحاجة إلى موافقة مجلس الوزراء أو العرض عليه، وأعتقد أنه بات واجباً على المجلس الحالي حسم هذا الموضوع بإنصاف، خصوصا أنه لن يستفيد منه أحد منهم، حيث إن أي تعديلات على رواتب النواب تطبق على المجالس اللاحقة وفقا للمادة 119 من الدستور، والله الموفق.إضاءة تاريخية: "يقضب الحبة ويهد الدبة". مثل كويتي قديم يضرب لمن يتمسك بالأمور التافهة، فتشغله عن الأمور الأكثر أهمية- موسوعة السعيدان.