حفلة جديدة، أو وجبة جديدة، كما كان يسميها جلاوزة حافظ الأسد، في السبعينيات والثمانينيات، بعد قيامهم بحملة إعدام جماعي للمعارضين. اليوم نُفاجأ بوجبة جديدة في الغرب البعيد، في لاس فيغاس الأميركية، ضحاياها كثر، وجرحاها أكثر.

أكتب هذه المقالة وأنا أقرأ "عاجل" في كل دقيقة، وقبل أن أكتب، أنه "مسلمٌ حتى وإن كان يهودياً، كما ستورد لنا الأخبار بعد قليل" جاء أحد "العواجل" يقول: "القاتل من أهل المدينة"، وبهذا أكون قد ظلمت الأميركان، للمرة الأولى في حياتي وحياتهم.

Ad

وهكذا سافرت فكرة المقالة من "معاشات النواب الاستثنائية" وحطت في لاس فيغاس، وتحوّل "المود" من الشأن المحلي الكويتي إلى الشأن المحلي الأميركي، باعتبار أن ما يحدث في أميركا يؤثر على الشرق الأوسط، والعكس غير صحيح.

تعازينا الحارة لأهالي الضحايا ومحبيهم، ولعلهم يشاركوننا التعازي في قتلانا كما نشاركهم، وألا يعتبروا قتلانا والجرائم التي تحدث عندنا من "العاديّات" و"المنطقيات". خصوصاً أن مجرميهم عادة ما يكونون من الطبقة الوسطى، بينما يتربع مجرمونا، نحن العرب، على منصة الطبقة الفاخرة، ويرتدون ثياباً فاخرة، معطرة بروائح فاخرة.