«أوركسترا شنغهاي» مزجت الحداثة بالتاريخ في «اليرموك الثقافي»
قدمت أغنية و9 مقطوعات موسيقية من تراث بلادها العريق
قدم ثنائي أوركسترا شنغهاي وانغ لونغ ووو شوانغ، أغنية و9 مقطوعات موسيقية، استعرضا خلالها مهارتي الغناء والعزف على أكثر من آلة موسيقية تاريخية لبلادهما العريقة، في «ليلة الفلكلور الصيني»، التي أقيمت في مركز اليرموك الثقافي التابع لدار الآثار الإسلامية، التي استمرت ما يقارب 60 دقيقة، وحضرها عدد من السفراء المعتمدين لدى دولة الكويت، ومنهم سفير الصين وانغ دي، ومدير إدارة البرامج الإعلامية والعلاقات العامة في الدار أسامة البلهان.وعبر زانغ دي، في تصريح لـ«الجريدة»، عن سعادته بالحضور الكبير لليلة الفلكلور الصيني، التي اعتبرها تعبيرا عن مشاعر الحب التي يكنها الشعب الصيني لنظيره الكويتي، والتي قدم فيها مجموعة من أروع المقطوعات الموسيقية المستلهمة من التراث الصيني المتنوع والغني والثري بالمكون الموسيقي في ذاكرة الصينيين، وفي مخيالهم الشعبي وتراثهم السمعي.وأكد دي أن القادم من الأيام سوف يشهد العديد من الفعاليات الثقافية والفنية في الكويت أو في الصين، من خلال تبادل الزيارات بين مثقفي وفناني البلدين الصديقين، حيث سطرت العلاقات بينهما تنامياً كبيراً في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وأصبحت مجالات التعاون متزايدة ومتشعبة، ولها آفاق مستقبلية واعدة تساهم بشكل فعّال في جهود التنمية والبناء والتطور والرقي المنشود الذي يطمح إليه قيادتا وشعبا البلدين الصديقين.
وأشار إلى ان مثل هذه الليالي الموسيقية والفنية تمثل جسوراً للتقارب ومعرفة فنون الآخر، ووسيلة لتطوير العلاقات الصينية الكويتية على المستوى الشعبي، لتكوين تعاون مثمر بين البلدين في مختلف المجالات.وشدد دي على أن علاقات الصين مع الكويت في مجملها مبنية على أساس متين جدا، وشهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، وستشهد أكثر في الفترات الحالية والمقبلة، فالكويت لها مكانة خاصة لأنها كانت في مقدمة الدول العربية والخليجية في تعاملها مع الصين، وهي أول بلد خليجي أقام علاقات دبلوماسية، وتحظى برعاية خاصة من قيادتي البلدين.من جهته، أكد البلهان أن الموسم الثقافي الجديد لدار الاثار الإسلامية، الذي انطلق منذ فترة وجيزة، يركز على التراث في فعالياته الموسيقية والغنائية والانشطة الثقافية، وكانت البداية مع التراث الصيني الثقافي والفني المتميز بتاريخه العريق. وقال البلهان إن الصين تتمتع بأقدم آثار صناعة الموسيقى، ويمكن رؤية ذلك بوضوح من خلال الالات الموسيقية التي تم العزف عليها، والتي مزجت بين الحداثة والتاريخ، وبين المنسي والراهن، لاسيما أن لكل الآلات الموسيقية القديمة وظيفة مزدوجة؛ عملية وتعبيرية، لأنها إشارات وعلامات دالّة وبقوة على إرث حاضر، ومكوّن عريق وصامد في وجه التحولات والانعطافات الزمنية.وتابع: «لقد رأينا الليلة عزف الأنامل الساحرة للفنانة القديرة وانغ لوانغ على آلة (قوتشين) التي تعد أقدم آلة نقرية صينية، يعود تاريخها إلى أكثر من 3000 سنة، وكانت أعظم الآلات الموسيقية مكانة في العهود القديمة وتتميز بأنها تستطيع أن تقدم أكثر من 100 نغمة توافقية».وبدأت ليلة الفلكلور الصيني التي حضرها حشد جماهيري كبير، وبصفة خاصة من أبناء الجالية الصينية في الكويت، بعزف ثنائي لكل من وانغ لونغ ووو شوانغ على آلتي «شياو» و«قوتشين» لمقطوعة موسيقية تحمل اسم «3 تنويعات في تفتح زهور البرقوق».وغنت الفنانة الكبيرة وانغ لونغ على وقع انغام آلة قوتشين أغنية «ريح الخريف».وقدمت وو شوانغ عزفا منفردا على آلة ناي الخيزران المتعدد الأنغام لمقطوعة موسيقية تحمل اسم «استماع لصوت النبع».وعزفت وانغ لونغ على آلة قوتشين مقطوعة «غفران»، ثم قدم الثنائي مقطوعة موسيقية على أنغام الناي والقانون باسم «جولة كاسو»، لتعود وو شوانغ لتقديم وصلات عزف منفرد على الناي لمقطوعة «وصال سعيد»، وعلى ناي هولو شياو خيزران ورق السرخس لمقطوعة «تحت ضوء القمر» وعلى آلة الناي المتعدد «بان بايب» مقطوعة «سمكة عملاقة».واجتمع الثنائي مجددا لتقديم مقطوعة موسيقية بعنوان «أنشودة السعادة» على آلتي الناي والقانون، ليختتما الليلة بعزف مقطوعة «حلم ريفي».