انضم مولود جديد إلى المؤسسات الثقافية في لبنان التي تعنى بنشر الكلمة هو «بيت الشعر» الذي أعلن الشاعر غسان مطر إطلاقه أخيراً بحضور عدد من الشعراء، وممثلة اتحاد الكتاب اللبنانيين الشاعرة أميرة المولى، ورئيس المنتدى الثقافي العاملي الشيخ فضل مخدر، ورئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة.

في كلمته قال مطر: «نلتقي لنعلن ولادة ثقافية جديدة هي ولادة بيت الشعر، وهذا المولود لا نريده إلا إضافة نوعية إلى المؤسسات الثقافية التي همها الكلمة وفعلها في الحياة والفن. فبيت الشعر من غاياته المركزية الشعر والشعراء كي لا تظل الفوضى تعصف بهذا الإرث الحضاري الفذ، وكي لا يبقى أهله مهمشين متروكين لأقدارهم في ظل غياب المؤسسات الرسمية الثقافية عن الاهتمام بهم ورعاية حياتهم وإبداعاتهم. بيت الشعر هو الأب والأم احتضاناً وجمعاً وفعلاً وحضوراً ومرجعية، هكذا رسمنا له الدور والمهمة، وهكذا سنحاول تثبيت هذا الحلم واقعاً وحقيقة».

Ad

لماذا التركيز على الشعر من دون سواه؟ أجاب مطر: «تكاد العولمة المتوحشة تقضي على تراث الشعوب المستضعفة لغة ومميزات وتأثيراً في التاريخ والمستقبل. ولما كان الشعر العربي إحدى أهم ركائز حضورنا الثقافي منذ اكثر من ألفي سنة، ولما كان هذا الشعر هو المرجع الأول لثوابت لغتنا وأصول هويتنا الإبداعية المتوهجة، جاء بيت الشعر رداً على هذا الاستهداف القاتل، لنؤكد من خلاله عصياننا على الانكسار والاندثار وأن لغتنا المقدسة أقوى من أن تهان وأكبر وأبقى من أن يجرفها الطوفان إلى مهاوي النسيان».

«بيت الشعر هو بيتنا الذي منه نحافظ على المكتسبات الأخرى نثراً ورسماً ونحتاً وموسيقى، إنه الشغف الذي حين يحضن الشعراء يحضن المبدعين المكملين للشعر في الهم الثقافي العام»، ختم مطر.

إشارة إلى أن أعضاء الهيئة الإدارية انتخبوا غسان مطر أميناً عاماً للمؤسسة الشعرية الجديدة ووزعت المهام على الأعضاء بحسب نظامها.

الشاعر غسان مطر

للشاعر غسان مطر دواوين شعرية استهلها بمجموعة «العشايا» (1965)، ثم أصدر «أليسار» (1970) قدم لها الشاعر سعيد عقل، و«أحبك يا حزيران» (1971)، و«لأنك تحبين الشعر» (1973)، و«أقسمت لن أبكي» (1978)، و«مأذنة لأجراس الموت»، و«بكاء فوق دم النخيل» (2003 ) وهي عبارة عن يوميات عراقية رافقت الحرب على العراق يوماً بيوم وجرحاً بجرح.‏

فجع الشاعر غسان مطر بوفاة ابنته لارا سنة 1979، فربط بين معاناته ومعاناة لبنان من جراء الحرب التي كانت تجتاحه في تلك الفترة، وأوصلته إلى اليأس فكتب: «كنت منقطعاً عن كتابة الشعر مدة سبع أو ثماني سنوات كنوع من الاحتجاج، أو كنوع من اليأس خصوصاً بعد الاجتياج الإسرائيلي للبنان، وما أصاب الناس والعمران نتيجة لهذا العدوان، ووقعت حادثة وفاة لارا فبدأت الأمور والقصائد تتفجر بشكل طبيعي. ومع كل صرخة كانت تولد قصيدة.. مع كل آهة.. مع كل ذكرى أو رؤية لواحدة من رفيقاتها.. كانت القصيدة الأولى التي عنوانها «عزف على قبر لارا» نوعاً من هذا التسجيل كهذا الصراخ اليومي الذي كنت أعيشه، ثم ولدت بعدها بستة أشهر مجموعتي الثانية «هوامش على دم القصيدة» وهي في ذات السياق الحزين، ولكنها أكثر دخولاً إلى القلب والنفس... المجموعة الأولى كانت تولد من الحنجرة.. أما الثانية فكانت أقل صراخاً وأكثر أنيناً، ثم كتبت مجموعتي الثالثة «نافذة لعصفور البكاء» لتشكل مع سابقتيها عنواناً واحداً وموضوعاً واحداً يختلف فيه حجم الصراخ بين العالي والأنين الخافض»....