خارج السرب: شهادة «أيزو الإرهاب»
متى يفهم العالم أن الإرهاب ليس حكراً على دين معين ولا مجتمع محدد؟! وحتى متى يصمون آذانهم عن شهادة التاريخ بحق كل دين أو عرق يتهم ديناً أو عرقا آخر باحتكار سلعة الإرهاب العالمي؟ ففي كل لحظة شواهد التاريخ تصرخ في وديان الحقيقة بصوتها الجهوري: "لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك".
أحسن الله عزاء ذوي أميركا من اليانكيز واليانكيزيات في ضحاياهم، ولا عزاء طبعاً لربعنا من بني علمان وبني ليبرال، فقد حرمهم القاتل «غير المسلم» ، قبحه الله، من واجبهم اليومي بجلد ثقافتهم وتسطير "خدود" كل فرد في مجتمعهم وحتى "الكف" الأخير. مجرم فيغاس قام بكل شروط شهادة "أيزو الإرهاب"، وحاز علامة الجودة الإرهابية وبكل جدارة، أعد العدة واستهدف مدنيين عزلاً وجندل العشرات بدون سبب تماما كما فعل غيره من الإرهابيين في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن ومع كل هذا هو ليس إرهابياً بشهادة شرطة لاس فيغاس؛ لأنه وبكل بساطة لم يكن مسلماً.
ولو كان مسلماً أو حتى رضع في طفولته من مسلمة خمس رضعات مشبعات بالأوزون لقامت قيامة الإعلام العالمي والعربي كذلك، ولطالب الأميركيون ومن يعز عليهم من المتأمركين والأوروبيين ومن والاهم من (العرب التغريبيين) بتغيير مناهج العربان وملابسهم الداخلية من الدلاغات حتى البامبرز، ولسلقوا بمانشيتات حداد تاريخنا من غار حراء إلى غارات حران، ولقالوا فينا ما لم يقله "مايك" منظمات حقوق الإنسان بالخمير الحمر! متى يفهم العالم أن الإرهاب ليس حكراً على دين معين ولا مجتمع محدد؟! وحتى متى يصمون آذانهم عن شهادة التاريخ بحق كل دين أو عرق يتهم ديناً أو عرقا آخر باحتكار سلعة الإرهاب العالمي؟ ففي كل لحظة شواهد التاريخ تصرخ بوديان الحقيقة بصوتها الجهوري: "لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك". أنا كمسلم أرفض هدية احتكار الإرهاب التي يقدمها لي الغرب وأعلامه كل يوم مع كل حدث، وأرفض كذلك هدية الاحتقار المسموم التي يقدمها لي بعض قومي المتنورون من الذين لم يدفعوا يوماً فواتير نور المنطق، فانقطعت كهرباء الإنصاف عن عقولهم. أرفضها وسأرميها بوجه كل غراب شرق حاول يوماً تعلم مشية حمامة الغرب، ففشل في تعلمها حسب الأصول ونسي مشية ثقافته وجذوره، وقد ضَلّ مشرقيٌّ أعور كانت الغربان العمياء تهدي شمسه نحو الغروب.