الأكراد إلى انتخابات... وبغداد تمهد لطرد نوابهم

●ضغوط على معصوم للاستقالة «وأعداء» البارزاني يتحركون ضده
● إردوغان في طهران اليوم ويهدد بعقوبات

نشر في 03-10-2017
آخر تحديث 03-10-2017 | 21:50
بوابة معبر حاج عمران بين إيران وإقليم كردستان العراق أمس  (رويترز)
بوابة معبر حاج عمران بين إيران وإقليم كردستان العراق أمس (رويترز)
قرر إقليم كردستان العراق إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في مطلع نوفمبر المقبل، في حين فتح البرلمان العراقي الباب أمام طرد نواب الأكراد، برفعه أسماءهم للمحكمة الدستورية لبتّ أمرهم بسبب مشاركتهم بالاقتراع في الاستفتاء.
في خطوة هدفها التمسك بنتائج الاستفتاء الذي نظمه إقليم كردستان العراق الشهر الماضي، قررت سلطات الإقليم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بداية شهر نوفمبر المقبل.

وقالت المفوضية العليا للانتخابات في إقليم كردستان إن محمد توفيق رحيم هو المرشح الوحيد الذي تقدم للمشاركة في انتخابات رئاسة الإقليم، وهو من أبرز معارضي الرئيس الحالي مسعود البارزاني، الذي تعهد عدم الترشح.

أعداء البارزاني

جاء ذلك، وسط حراك لأعداء البارزاني الأكراد ضد تشكيل مجلس القيادة السياسية للأكراد، الذي تم إنشاؤه بدلا من المجلس الأعلى للاستفتاء، والذي من المتوقع أن يرأسه البارازاني بعد خروجه من منصبه.

في هذا السياق، قال برهم صالح المنشق عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، انه شكل تيارا مستقلا، مطالبا بالحوار مع بغداد.

بدوره، اقترح رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد الذي ينتمي الى حركة كوران (التغيير) المعارضة للبارزاني، أمس، تشكيل مجلس مشابه لـ «مجلس اللوردات الكردي» بدلا من مجلس القيادة السياسية.

وقال محمد في مؤتمر صحافي عقده في مدينة أربيل: «أقترح تشكيل مجلس مشابه بمجلس اللوردات في الدول الديمقراطية يضم في عضويته شخصيات لهم تجربة في الحركة التحررية الكردية للاستفادة من خبراتهم»، مشددا على أن «يتم تشكيل ذلك المجلس وفق القانون وبآليات ديمقراطية وبصلاحيات محدودة بدلا من تشكيل قيادة سياسية خارج المؤسسات التشريعية».

وأكد محمد «ضرورة اتخاذ القرارات في إطار المؤسسات الشرعية وبعيدا عن تعطيل الممارسة الديمقراطية»، محذرا من «زيادة مراكز القرار خارج المؤسسات الشرعية في إقليم كردستان».

هيرو

بدورها، أكدت عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني زوجة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، هيرو إبراهيم أحمد، معارضتها لإنشاء مجلس القيادة، وشنت هجوما لاذعا ضد البارزاني.

وقالت أحمد، إن «دولا قوية مثل أميركا وبريطانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة ودول الجوار طالبت بعدم إجراء الاستفتاء في الوقت الحالي، وقدمت عدة حلول لحل المشاكل، إلا أن القيادة الكردستانية تحدت العالم ونحن من بينهم»، مشيرة الى أن «شعبنا الآن يدفع ضريبة ذلك». وأضافت: «الآن بدلا من إجراء واقعية للموضوع الجديد نجد صدور قرار بتشكيل مجلس للقيادة السياسية لكردستان العراق الذي يشبه مجلس قيادة ثورة العراق دون استشارة قيادات الأحزاب السياسية الكردستانية، كما جرى في تحديد يوم الاستفتاء»، عادّة إياه بأنه «خطأ كبير، ولست مع تلك القيادة بأي شكل من الأشكال».

من جانبه، جدد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم خلال لقائه أمس، الذي يواجه ضغوطا من قوى سياسية شيعية تدعوه إلى الاستقالة، خلال استقباله ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش، الى الحوار والسبل السلمية لحل القضايا العالقة بين أربيل وبغداد، والاستفادة من المبادرات المطروحة لحل الأزمة، مثمنا نداء المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني. وقال معصوم إنه لن يصدر تصديقا على قرار البرلمان بإقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم قبل صدور قرار من المحكمة الدستورية التي رفعت القضية إليها.

الجبوري

في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أمس، مضيه بجمع كافة الأطراف السياسية لحل الأزمة التي خلفها استفتاء انفصال إقليم كردستان من خلال الحوار، مشددا على أن هدف الحوار هو العودة إلى الشراكة لا مناقشة نتائج الاستفتاء.

وصوت البرلمان العراقي، أمس، بالإجماع على قرار اللجنة المالية النيابية الذي تضمن إيقاف التعاملات المالية مع إقليم كردستان العراق. كذلك منع بيع العملة الأجنبية للمصارف العاملة في الإقليم، والمصارف التي لديها فروع في الإقليم.

كذلك صوت البرلمان على رفع أسماء النواب الأكراد للمحكمة الاتحادية، تمهيدا لتعليق عضوياتهم. كما طالب حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي بالالتزام بمبادرة المرجع الديني علي السيستاني.

تركيا

في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن تركيا ستفرض عقوبات جديدة على شمال العراق بعدما أجرى استفتاء على الاستقلال.

وأضاف إردوغان لنواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا: «نفرض إجراءات حظر بشمال العراق الآن، لكن إذا لم يعودوا إلى رشدهم فإنها ستزيد»، مؤكدا أن أزمة استفتاء إقليم كردستان العراق عن بغداد «محاولة جديدة لغرس خنجر في قلب منطقتنا».

يذكر أن إردوغان يبدأ اليوم زيارة رسمية الى طهران يترأس خلالها مع الرئيس الإيراني حسن روحاني اجتماع مجلس التعاون بين البلدين الذي أسس في عام 2014.

وقال الرئيس التركي أمس الأول، إنه سيبحث استفتاء انفصال كردستان «الباطل» مع المسؤولين الإيرانيين، مضيفا أنه بعد الزيارة ستتضح معالم خريطة الطريق للمرحلة المقبلة بالنسبة إلى تركيا التي هي على اتصال دائم بإيران والحكومة المركزية في العراق فيما يتعلق بالاستفتاء.

من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إدارة اقليم كردستان العراق الى التراجع عن «خطأ» الاستفتاء لإعادة العلاقات بين بلاده والإقليم الى سابق عهدها.

وأوضح أوغلو أنه في حال عدم تراجع إدارة الإقليم عن هذا الخطأ، فإن تركيا ستقدم على خطوات بالتنسيق مع بغداد، معتبرا أن موقف البارزاني سيكون أقوى على طاولة المفاوضات مع الحكومة المركزية في بغداد لو ألغى الاستفتاء.

وقال أوغلو: إن «الوقت لم يفت بعد، فمازال بإمكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني اتخاذ خطوة لمعالجة الأمر»، مؤكدا ضرورة إخضاع المعابر الحدودية تحت سيطرة حكومة بغداد، وملمحا الى إمكان فتح معبر حدودي جديد مع العراق يخضع للحكومة العراقية المركزية. إلى ذلك، بثت قناة «العراقية» التلفزيونية الحكومية أمس، للمرة الأولى في تاريخها نشرة أخبار باللغة الكردية، وبدأت النشرة الإخبارية باللغة الكردية في تمام السابعة من مساء أمس الأول، واستغرقت حوالي عشر دقائق، وتناولت الشأنين المحلي والدولي.

وقل مدير العراقية كريم حمادي، «اليوم هي المرة الأولى التي نبث فيها أخبارا بالكردية على القناة التلفزيونية وعلى إذاعة العراقية».

back to top