إضراب في كتالونيا ومدريد تتهم حكومته بالتحريض على التمرد

بعد يومين من تنظيم إقليم كتالونيا، شمال إسبانيا، استفتاء حول الاستقلال، حاولت قوات الأمن الإسبانية منعه بالقوة، شهد الإقليم الغني، أمس، إضراباً عاماً، استنكاراً لاستخدام الشرطة العنف، وتأكيداً على نتائج الاستفاء الذي قال فيه 90 في المئة من المشاركين إنهم مع الانفصال عن مدريد.

وفتح الاستفتاء، الذي شارك فيه عدد كبير من الكتالونيين، الأزمة السياسية الأعمق التي تمر بها إسبانيا منذ إرساء الديمقراطية بها في 1977.

وأعلن قادة كتالونيا، التي تبلغ مساحتها 30 ألف كلم مربع ويقطنها 16 في المئة من سكان إسبانيا، أنهم ينوون جديا الإعلان بشكل إحادي عن الاستقلال.

واثر الإضراب على ميناء برشلونة والجامعات العامة ومتحف الفن المعاصر والأوبرا، وحتى الكاتدرائية الشهيرة "ساغرادا فاميليا".

ولم يخض فريق برشلونة لكرة القدم ولا باقي الفرق المحترفة تدريبات أمس.

وعلى الطريق السريع المؤدي إلى فرنسا، نصب شابان طاولة وبدآ يلعبان الشطرنج. وبدأت الحركة تحت شعار "شل البلاد"، مع غلق 47 طريقا وطريقا سريعا من المضربين.

وأغلقت محطات مترو الأنفاق في برشلونة، ولم يذهب موظفو الحكومة لأعمالهم.

وكتبت على أشهر بنايات برشلونة كازا باتيلو رسالة حازمة: "تعبيرا عن رفضنا للعنف الممارس الأحد على كتالونيا وثقافتها وهويتها".

وأجبر عشرات من الشرطيين وعناصر الحرس المدني الذين أرسلوا كتعزيزات لمناسبة الاستفتاء، أمس الأول، على مغادرة فنادقهم تحت ضغط الأهالي ورؤساء البلديات، وفق نقابيين.

من ناحيتها، اتهمت وزارة الداخلية الإسبانية، أمس، حكومة إقليم كتالونيا بـ"التحريض على التمرد"، بسبب مضايقة الشرطة.وقال وزير الداخلية خوان ايغناسيو زويدو، إن حكومته ستتخذ إجراءات لمنع "المضايقات" بحق الشرطة الوطنية.

وأعربت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس عن قلقها إزاء التطورات. وأكد رئيس المنظمة ووزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس، وأمينها العام توماس غريمينغر، في بيان مشترك، أن "التجارب أظهرت أن هذه القضايا لا يمكن حلها إلا في سياق ديمقراطي يقوم على أساس سيادة القانون ومبادئ المنظمة".

من جهته اعرب كورتس عن "ثقته التامة بالمؤسسات الديمقراطية والقانونية الإسبانية وقدرتها على اجراء حوار سياسي بناء يهدف إلى حل مستدام يتماشى مع ثقافة الحوار التي تعتمدها منظمة الامن والتعاون بما يسهل حل التوترات عبر اجراء محادثات بناءة مع الاحترام التام لسيادة القانون".

وأعلنت شرطة برشلونة أن نحو 300 ألف شخص شاركوا في تظاهرات خرجت في المدينة على وقع هتافات "فلتخرج قوات الاحتلال والشارع سيكون لنا على الدوام".

وتدفق المحتجون نحو مركز المدينة، في حين حلقت مروحية فوقهم.

وكتب على لافتة "مغلق من أجل الثورة،" بينما كشف بعض الأهالي وأطفال من مدرسة استخدمت مركزا لاقتراع الأحد عن لافتة ضخمة صنعها الطلبة، وكتب عليها "نافاس- ساغريرا (وهو اسم حي في برشلونة) من أجل السلام والديمقراطية" تحت طبعات أيد صغيرة وملونة.