مع تلقي تنظيم «داعش» خسارة جديدة في معقله بالرقة لمصلحة القوات الأميركية وحلفائها الأكراد، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي ​أفيغدور ليبرمان،​ أمس، «انتصار​الرئيس السوري بشار الأسد​ في الحرب» الأهلية الدائرة منذ 2011، مشيراً إلى أن «دولاً كثيرة أوروبية وعربية سنية معتدلة تريد الاقتراب من نظامه، في خطوة لا سابق لها». وقال: «إنني أرى طابوراً دولياً يتمدد خلف الأسد ويشمل دولاً في الغرب ودولاً سنية معتدلة».

في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اتفاق مناطق خفض التوتر خلق ظروفاً لتحريك الحوار السوري المباشر، مؤكداً أن موسكو ستواصل جهودها لتسوية الوضع. ودعا بوتين جميع الدول للمشاركة في العمل على إزالة الألغام في سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية، معتبراً أنّ «الأولوية لجميع البلدان في ظروف عدم الاستقرار في العالم، تتمثّل بالالتزام بقرارات ​مجلس الأمن​«.

Ad

ومع سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً على مقر قيادة تنظيم «داعش» في الرقة، ومصادرتها أسلحة وأجهزة اتصالات في أول مدينة تخرج عن سيطرة الأسد، بحسب القائد الميداني الكردي كابار ديريك، حمست تصريحات وزير الخارجية وليد المعلم حول إمكانية تفاوض دمشق مع الأكراد، غالبية أحزاب كردستان سورية على الجلوس على الطاولة للتفاوض بشأن الفدرالية.

وإذ أكد قيادي في الإدارة الذاتية أن «زمن نظام الإدارة انتهى، والأكراد يتطلعون إلى الفيدرالية في سورية»، أعلن التحالف الوطني استعداده للتفاوض مع دمشق، في ظل ضمانات دولية. وفي حين أبدى الحزب الديمقراطي التقدمي برئاسة عبدالحميد درويش، استعداده للمشاركة في هذه المفاوضات، قال سكرتير الحزب اليساري محمد موسي، إنه «إذا كانت الحكومة السورية جدية، فإن عليها مناقشة فيدرالية الشمال».

بدوره، اتهم عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني أمين حسام والقيادي في الحزب التقدمي فارس عثمان «فصائل المعارضة بمعاداة حقوق الأكراد وعدم الاعتراف بها تنفيذاً لأجندة تركيا».

وبعد تحريرها 90% من أراضي «العاصمة» السابقة للتنظيم مدعومة بضربات التحالف الدولي، بات أكثر من نصف حي النهضة على الطرف الغربي لوسط الرقة تحت سيطرة «قسد»، ذات الغالبة الكردية.

وقال ديريك: «نحن موجودون بحي النهضة الاستراتيجي لداعش، الذي يضم مقرات القيادة ومخازن التموين ومستودعات الذخيرة»، مضيفاً: «عثرنا على أجهزة لاسلكي ومعدات عسكرية وقنابل مضادة للدبابات، وصادرنا مؤخراً وثائق إدارية ومئات الهواتف وطائرة مسيرة مسلحة وقطع نقد عليها عبارة الدولة الإسلامية».

وفي دمشق، تبنى «داعش» الهجوم الانتحاري على قسم الشرطة في حي الميدان الذي تسبب بمقتل 17 شخصاً على الأقل بين مدنيين ورجال أمن، موضحاً أن «ثلاثة من جنود الخلافة انطلقوا، يوم أمس (الاثنين)، مجهزين بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية نحو حي الميدان في مدينة دمشق، متجاوزين الحواجز الأمنية المحيطة بالمدينة وصولاً إلى مركز شرطة الحي». وأضاف، في بيان تناقلته حسابات جهادية عبر تطبيق «تليغرام»: «فانغمس اثنان داخل المركز» حيث «فجرا سترتيهما الناسفتين بالتتابع» بعد اشتباكهما مع عناصر الشرطة، قبل أن ينفذ عنصر ثالث «عملية استشهادية» استهدفت التعزيزات الأمنية في محيط المركز.

إلى ذلك، أكد إعلام ميليشيا «حزب الله» اللبناني أن عدد القتلى الناتج من نيران روسية صديقة استهدفت منطقة السخنة بريف حمص أمس الأول، بلغ نحو 30 قتيلاً، من بينهم عدد من عناصره، والباقي من حلفاء النظام.

وأكدت مواقع إعلامية تابعة للحزب مقتل مسؤول العمليات في وحدة التدخل بالحزب الحاج «عباس العاشق»، وذلك في انفجار شبكة ألغام، زرعها داعش على طريق حميمة في البادية السورية.

من جانبها، أعلنت الدفاع الروسية أن سلاح الجو قضى خلال اليومين الماضيين على 304 من «داعش» في دير الزور، بينهم 7 قياديين أبرزهم منسق عمليات التنظيم في منطقة الفرات القيادي الكازخستاني أبو إسلام الكازاخي.