احتضار ورقي أم انتعاش إلكتروني؟
أخرج من معطفه الجريدةوعلبة الثقاب دون أن يلاحظ اضطرابي
ودونما اهتمامتناول السكر من أماميذوَّب في الفنجان قطعتين وفي دمي ذوَّب وردتين" تسحبك قصيدة نزار قباني لأيام كانت تعتد بالجريدة ورائحة الورق، حتى كان دخول مفردة جريدة وعلبة الثقاب جديدة في أعوام ما كتبت هذه القصيدة، كما دخل شاعرها مع الكثير من المواجهات التي أتت بالرفض للمفردة، وكما ألبس الكثير نزار تهمة خلع عباءة تاريخ شعراء العصور السابقة، حيث كانوا يفضلون استخدام مفردة ورق في القصائد، كما هو في سابق العصور.لكن أبى شاعر التجديد والحداثة طمس حاضره، بل وثقهُ قصيدةً كما أتاها الحظ، ووثقت كأغنية.سنوات قليلة تفصلنا عن عمر هذه القصيدة، حيث تلاحظ في منتصف "الألفينيات" تم التعرف على الصفحات الإلكترونية ومتابعة الصحف من خلالها. وتشهد أثناء مرورك أمام البيوت السكنية، أن الصناديق المعلقة على جدران المساكن التي تأتي مع الاشتراكات في الصحف اليومية أصبحت عتيقة ومهملة وغير مستخدمة من سكان البيت، وأن استخدمت تجدها مستخدمة من كبار السن، مستأنسين/ مستعينين بالمكبر اليدوي لقراءة الصحف.هذا نحن في عام 2017 نشهد تخلي الكثير من هم بأعمارنا وأكبر بقليل (جيل الثمانينيات والسبعينيات) عن قراءة الجريدة ورقياً، والاكتفاء بالصفحات الإلكترونية، كما يتماشى أصحاب القرار لاحتضار الصحف، ويعلن بعضهم إغلاق الصحف المطبوعة، مؤكدين أن المستقبل للصحف الإلكترونية. وهنا اقتباس واقعي لمقال "صحف عربية عريقة تحتضر... وداعاً للورق" من صفحة العربية الإلكترونية، يقول: "حيث توقف في 2009 صحيفة "ذي لندن بيبير" المسائية المجانية عن الصدور بعد ثلاث سنوات من انطلاقها وتوزيعها نصف مليون نسخة يومياً في مركز العاصمة البريطانية ومحطات القطارات".كما أن الأزمة المالية التي دارت في أميركا صنعت معركة بين الصحف الورقية والإلكترونية. تعددت الأسباب والضحية هي احتضار الورق في حضرة الإلكترونيات.