القاهرة ترفض تباطؤ إثيوبيا وتطالبها بتصميمات سد النهضة
• السيسي يبدأ احتفالات «نصر أكتوبر»
• الحكومة تحيل قانون تنظيم «الإدارة المحلية» إلى البرلمان
فيما أنهت القاهرة استعداداتها للذكرى الـ 44 لاحتفالات نصر أكتوبر على إسرائيل عام 1973، اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أمس، وأشاد بعبقرية المصريين وتحملهم الظروف التي تمر بها البلاد، بينما عصفت الخلافات ببعض نتائج انتخابات اللجان النوعية في البرلمان ما أدى إلى تأجيلها.
بينما عاد ملف سد النهضة إلى الواجهة مع اقتراب إثيوبيا من إنهاء البناء والبدء في تعبئة الخزانات. اعترف وزير الخارجية المصري سامح شكري، للمرة الأولى، في صحيفة مصرية، بوجود تباطؤ في ملف مفاوضات سد النهضة الإثيوبي بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.وقال شكري، في تصريحات نشرت أمس، إن «هناك عثرات لم نستطع على المستوى الفني ولا السياسي أن نتجاوزها، وتهدد الأسس، التي تم عليها الاتفاق الثلاثي، لأننا نسير في العمل المادي المرتبط بإنشاء السد أو الانتهاء منه، ولابد أن تنتهي الدراسة قبل ذلك، حتى يكون لها تأثير على أي قرارات تتخذ بالنسبة لفترات الملء وقواعد التشغيل».شكري، أشار إلى أن المسار الفني والاجتماع السداسي الأخير تأخر، وتنفيذ إثيوبيا لزيارة موقع السد من قبل وزراء الري، «ونحن نطالب إثيوبيا بتوفير المزيد من المعلومات في إطار الشفافية والقواعد الدولية المتعارف عليها في التصميمات الخاصة بالسد، لأننا حتى الآن لم تتم موافاتنا بهذه التصميمات، ونأمل أن توافينا بها إثيوبيا في أقرب وقت».
السيسي
وفيما تحتشد أجهزة الدولة المصرية للاحتفال بالذكرى «44» لانتصار الجيش المصري على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة في القاهرة صباح أمس، بحضور وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس الأركان الفريق محمود حجازي، وقادة الأفرع الرئيسية، مستعرضاً الخطط والتدابير الأمنية، التي تنفذها القوات المسلحة لحماية الوطن، وملف مكافحة الإرهاب في شمالي سيناء.السيسي قال في كلمة، بثها التلفزيون المصري، إن انتصار أكتوبر لا يمثل مجرد انتصار عسكري في معركة لاسترداد الأرض، بل تعدى ذلك إلى كونه انتصاراً على اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة حرباً وسلاماً وتنمية، فلم تكن أبداً الحرب غاية مصر، بل كان السلام هو الهدف الأسمى، مشدداً على أن مصر دولة وشعباً، أثبتت قدرتها على صيانة مكتسبات السلام ومقاومة أية متغيرات طارئة تسعى للنيل منها لتقويض أهداف التنمية والاستقرار.وأعاد الرئيس الإشادة بصبر المصريين على تحمل الإجراءات الحكومية قائلا: «التحية لكم اليوم واجبة على ما تبذلونه من جهد، وما تقدمونه من تضحيات في معركتنا ضد الإرهاب الأسود الغاشم، وكذلك من أجل إعادة بناء بلدنا العزيز الغالي سوياً»، مضيفاً: «ثقتي في عبقرية هذا الشعب العظيم بلا حدود، ويقيني في قدرته مطلق، وأملي في المستقبل كبير، وحلمي لمصرنا العزيزة لا يقل عن حلمكم بها، وطموحنا نحو الغد سنصنعه بأيدينا اليوم ودائماً أبداً».إلى ذلك، قال مصدر أمني لـ«الجريدة» إن حالة الاستنفار والطوارئ أعلنت بين صفوف قوات الجيش والشرطة في سيناء، والحدود الغربية، تزامنا مع احتفالات أكتوبر، إذ دفعت القوات المسلحة بتعزيزات أمنية كبيرة إلى شبه الجزيرة، لزيادة إجراءات التأمين حول الكمائن في سيناء، ووقف الإجازات لضباط وأفراد القوات، تحسباً لأي عملية إرهابية خلال اليومين المقبلين، فيما قال شهود عيان إن المقاتلات المصرية مشطت المنطقة القريبة من الحدود مع قطاع غزة.في السياق، تستعد أجهزة الدولة المصرية لافتتاح الرئيس السيسي عدداً من المشروعات خلال احتفالات أكتوبر، على رأسها وضع حجر الأساس لمدينة «الضبعة النووية» في محافظة مطروح على الحدود الغربية، وافتتاح عدد من المشروعات بينها المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة، والمرحلة الأولى من مدينتي الجلالة والإسماعيلية الجديدة، فيما قال مصدر أمني إن توجيهات باتخاذ حالة اليقظة والحذر صدرت للقوات، تحسباً لأي محاولات لإفساد فرحة المصريين خلال الاحتفال بذكرى النصر.خلافات اللجان
برلمانياً، سادت أجواء صاخبة تحت قبة البرلمان المصري مساء أمس الأول، إذ شهدت جلسة المجلس خلافات حادة، بسبب التنافس الشديد بين نواب على رئاسة اللجان النوعية بالمجلس، فيما لم يتقبل البعض نتائج الانتخابات الداخلية وقدموا تظلمات على أسماء الفائزين، لكن رئيس مجلس النواب، لم يستجب سوى للتظلمات المتقدمة على رئاسة «لجنة الطاقة والبيئة»، ومقعد أمين سر اللجنة، ووكالة لجنة الدفاع بمقعديها، كذلك مقعدي الوكالة للجنة الشؤون الإفريقية، على أن تجرى الانتخابات الأحد المقبل، فيما تم تأجيل انتخابات لجنة الشؤون الإفريقية على مقعد الوكيلين، إلى 22 أكتوبر الجاري.من جهته، وجه رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، خلال اجتماع الحكومة، أمس، الوزراء بتحديد موعد ثابت لمقابلة النواب لمتابعة مطالبهم، ووافقت الحكومة خلال اجتماعها على مشروع قانون نقابة الفلاحين والمنتجين الزراعيين، وإحالته إلى مجلس الدولة، وقال وزير الزراعة، عبدالمنعم البنا، إن الحكومة تنظر للحماية الاجتماعية للفلاح ومن خلال هذه النقابة يكون هناك تأمين صحي للفلاح ومعاش.إلى ذلك، قال وزير شؤون مجلس النواب، المستشار عمر مروان، إن هناك مجموعة من مشروعات القوانين، التي تمت إحالتها لمجلس النواب، وفي مقدمتها من حيث الأولوية قانونا الإدارة المحلية والتنظيمات النقابية، خصوصاً في ظل الالتزامات الدولية مما يتطلب الإسراع في إصدار هذا القانون بجانب مشروع قانون التأمين الصحي الشامل.زيارة باريس
على صعيد العلاقات الخارجية، علمت «الجريدة» أن الرئيس المصري سيقوم بزيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس، 24 أكتوبر الجاري، للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، لبحث مجمل العلاقات الثنائية بين الطرفين، لاسيما ما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، وتعد الزيارة هي الأولى للسيسي منذ تولي ماكرون رئاسة فرنسا.