وسط مساع تركية لعزل فصائل المعارضة السورية المعتدلة عن تحالف المتشددين في إدلب، لتخفيف حدة العنف بالمحافظة الخارجة بالكامل عن سيطرة الرئيس بشار الأسد، أعلنت روسيا استهداف اجتماع لقادة "هيئة تحرير الشام" وقتل 12 منهم وإصابة قائدها العام وزعيم جبهة "النصرة" سابقاً محمد الجولاني.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أنها شنت، أمس الأول، ضربات جوية بعد تلقيها معلومات عن عقد اجتماع لهيئة تحرير الشام، وأبرز مكوناتها جبهة فتح الشام، مؤكدة "إصابة الجولاني بجروح خطيرة وعديدة وبتر ذراعه، وهو في حال حرجة بحسب عدة مصادر مستقلة".

Ad

وأفادت الوزارة بأن الضربات أسفرت عن مقتل خمسين قيادياً آخر في "تحرير الشام"، بينهم مساعد للجولاني، وإصابة "أكثر من عشرة مقاتلين" بجروح.

ومع تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يرتكب "استفزازات دموية" ضد القوات الروسية في سورية، وجه المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف اتهاماً مباشراً لواشنطن بدعم "داعش"، مشدداً على أن هجمات التنظيم على قوات النظام جاءت من منطقة قريبة من الحدود مع الأردن، حيث تتمركز القوات الأميركية.

وأشار كوناشينكوف إلى أن المهاجمين كانت لديهم إحداثيات دقيقة لمواقع قوات الحكومة السورية، التي لا يمكن الحصول عليها سوى من خلال عمليات الاستطلاع الجوي، محذراً من أنه "إذا اعتبرت الولايات المتحدة عمليات من هذا القبيل مصادفات غير متوقعة فسيكون سلاح الجو الروسي حينها مستعدا للبدء في تدمير كامل لكل هذه المصادفات في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم".

وإذ اعتبر المتحدث أن "العقبة الرئيسية لإتمام هزيمة داعش ليست قدرته العسكرية، ولكن الدعم الذي يحصل عليه من الولايات المتحدة ومغازلتها لهم"، حذر رئيس إدارة الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف من أن "داعش" وسع رقعة نشاطه الجغرافية ويعمل على تشكيل شبكة إرهابية عالمية بعد هزيمته في سورية.

وعلى وقع أكبر حملة تشهدها إدلب رداً على هجوم استهدف الشرطة الروسية في ريف محافظة حماة المجاورة، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الأول، عن مساع لإبعاد المعارضة المعتدلة عن تحالف "تحرير الشام"، كخطوة أولى باتجاه تنفيذ اتفاق خفض التصعيد بالمنطقة.

وتؤكد تصريحات جاويش أوغلو ما ذكره مصدر من المعارضة أن دولاً أجنبية تبذل جهوداً لتشجيع الانشقاق عن التحالف، عبر عمليات مخابرات لتفتيته وعزله وتقليص قدراته على التصدي لنشر ما يصل إلى ألفي مقاتل تدربهم القوات التركية في إدلب.

وفي دير الزور، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل 20 مدنياً على الأقل وإصابة وفقد 60 آخرين بغارات روسية، لدى محاولتهم اجتياز نهر الفرات على متن عبارات من الضفة الغربية إلى الشرقية في مدينة الميادين هرباً من معارك قوات النظام و"داعش".

وفي تطور ميداني، تمكنت قوات النظام أمس من طرد "داعش" من آخر مناطق سيطرته في ريف حماة الشرقي، لينتهي بذلك وجوده في كامل المحافظة.

وبحسب مدير المرصد رامي عبدالرحمن، فإنه بعد معارك طاحنة بين الطرفين بدأت في الثالث من سبتمبر وأسفرت عن قتل 407 من التنظيم و189 للنظام، استعادت القوات الحكومية بدعم روسي 50 قرية، وعلى بلدة عقيربات الاستراتيجية في ريف حماة الشرقي.

ويسيطر النظام على أجزاء واسعة من محافظة حماة، وعلى مركز المدينة بشكل كامل، فيما تتقاسم فصائل المعارضة و"تحرير الشام" مناطق في ريفها الشمالي الشرقي وجزء صغير من الريف الجنوبي.