أنقرة وطهران تتفقان على تصعيد الضغوط على الأكراد

• بوتين: موسكو لا تتدخل في الأزمة
• ائتلاف المالكي يستعجل تعيينه رئيساً لـ «التحالف» الشيعي

نشر في 04-10-2017
آخر تحديث 04-10-2017 | 21:15
القوات العراقية خلال اشتباكها مع عناصر من تنظيم داعش في الحويجة أمس (أ ف ب)
القوات العراقية خلال اشتباكها مع عناصر من تنظيم داعش في الحويجة أمس (أ ف ب)
اتفقت طهران وأنقرة على تصعيد الضغوط على أكراد العراق للتراجع عن الاستفتاء، بينما بدأ رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي زيارة لباريس، في وقت دخل العراق في حداد على الرئيس السابق جلال الطالباني.
في خطوة للتنسيق في المواقف ما بين إيران وتركيا تجاه إقليم كردستان العراق، على خلفية الاستفتاء، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد اجتماع مع نظيره الإيراني حسن روحاني في طهران، أمس، إن تركيا ستتخذ خطوات أقوى، ردا على استفتاء أكراد العراق، الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن اتخذت بالفعل بعض الإجراءات بالتنسيق مع الحكومة العراقية المركزية وإيران.

وقال إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره روحاني، إن "الاستفتاء يفتقر إلى الشرعية"، مؤكدا أن "دول إيران والعراق وتركيا جاهزة لمضاعفة الإجراءات ضد شمال العراق".

وأضاف: "تباحثنا في آلية الاتفاق الثلاثي بين العراق وإيران وتركيا الذي بدأناه من أجل التعامل مع التطورات في العراق"، مشيرا الى أن "إدارة شمال العراق أجرت استفتاءً غير مشروع، وقلنا إننا لا نعترف بذلك الاستفتاء".

وأعرب إردوغان عن "استغرابه من إجراء استفتاء شمال العراق"، مؤكداً "عدم وجود بلد اعترف بالاستفتاء غير إسرائيل، إذ إنهم يجلسون مع الموساد ويتخذون القرار غير المشروع، كما أن إقليم شمال العراق سيبقى لوحده، فتركيا وإيران موقفهما واضح من الاستفتاء".

من جانبه، قال الرئيس الإيراني إن "البلدين سيعملان لمواجهة تفكك العراق وسورية لتهدئة التوتر في المنطقة"، مضيفاً: "نريد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، استفتاء استقلال كردستان العراق مؤامرة انفصالية تقف وراءها دول أجنبية وتعارضها أنقرة وطهران".

وأَضاف أن "التعاون الثلاثي بين تركيا وإيران والعراق جاء لإحلال الأمن أكثر في كردستان العراق"، لافتا إلى أن "التعاون كذلك لا يقبل بتقسيم دول المنطقة والعراق بلد موحد".

وتابع روحاني: "لا نريد أن نفرض على كردستان العراق، لكن القرارات الخاطئة لبعض مسؤولي الإقليم يجب أن يتراجعوا عنها، كما أن الدول الثلاث مضطرة لاتخاذ الخطوات الضرورية لتأكيد الأمن والسلامة وحقوق المنطقة".

موسكو

في السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن "موسكو لا تتدخل في مسألة إقليم كردستان العراق وتتوخى الحذر في تصريحاتها بهذا الشأن، بهدف عدم إشعال الموقف في المنطقة"، مضيفا أنه "ليس من مصلحة أحد قطع إمدادات النفط من كردستان العراق".

وبدأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، زيارة رسمية لفرنسا من أجل اجراء مباحثات مع المسؤولين الفرنسيين تتركز على ملفي محاربة الارهاب واعادة الإعمار.

وذكر المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء العراقية في بيان أن العبادي سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبحث التعاون بين البلدين في مجالات عدة أهمها التعاون ضد الارهاب والتعاون الاقتصادي وزيادة مساهمة الشركات والخبرات الفرنسية في جهود اعادة الاستقرار والاعمار في العراق.

في سياق متصل، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس، رفضها إلغاء نتائج الاستفتاء كشرط للدخول في الحوار مع الحكومة العراقية.

ورداً على تحذير العبادي لقوات البيشمركة الكردية من التحشيد في مدينة كركوك المتنازع عليها، وتشديده على ضرورة الاتفاق على إدارة مشتركة للمناطق المتنازع عليها تقودها بغداد، قال المتحدث باسم الحكومة سفين دزيي إن "قوات البيشمركة لم تأتي من خارج العراق وهي جزء من القوات المسلحة"، داعيا الى الحوار .

واعتبر عضو برلمان إقليم كردستان سالار محمود، أمس، أن "القرارات الأخيرة الصادرة من البرلمان والحكومة العراقية بحق إقليم كردستان هي سياسة تستهدف الشعب الكردستاني"، مشيرا إلى أن "فرض الحصار على المطارات وإغلاق الحدود ورفض مشاركة النواب الكرد في البرلمان الاتحادي وغيرها لا تستهدف نخبة سياسية، بل هي عقوبة للشعب الكردستاني".

وأضاف محمود أن "هذه الإجراءات مخالفة للدستور، وهي بالضد من وحدة العراق واستقراره"، لافتا الى أن "هذه القرارات أغلقت جميع المنافذ أمام إجراء الحوار".

ودعا المجتمع الدولي الى "التدخل لحماية الإقليم من ممارسات الحكومة العراقية لمنع وقوع مواجهات بين الجانبين، نتيجة هذه السياسات".

في المقابل، دعا النائب الشيعي كاظم الصيادي، الحكومة الى استنفار كل مواردها لتحرير شمال العراق من "مليشيات مسعود البارزاني وزمرته"، متهما من أسماهم بـ"الانفصاليين" بالرغبة في حضور جلسات البرلمان.

المالكي

وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون احمد الكناني إن الائتلاف انتخب، أمس الاول، امينه العام نوري المالكي لرئاسة التحالف الوطني الشيعي الذي يقود الائتلاف الحاكم. وشدد الكناني على أن انتخاب المالكي جاء "حسب استحقاق كتلة دولة القانون داخل التحالف، وحسب التوافق بين الكتل السياسية المنضوية في التحالف".

وانتهت ولاية عمار الحكيم في رئاسة التحالف مع نهاية شهر سبتمبر المنصرم. وكان الحكيم تعهد بتسليم المنصب مع انتهاء الولاية، محذرا من فراغ في حال لم تتوافق أحزاب التحالف على رئيس جديد. ويجري الحديث عن خلاف بين المالكي وهادي العامري الامين العام لـ "منظمة بدر".

على صعيد آخر، بدأ، أمس، اسبوع من الحداد في إقليم كردستان العراق، وانزلت الأعلام العراقية والكردية، على رحيل الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بينما أعلنت رئاسة الوزراء العراقية الحداد لـ 3 أيام.

وأعلن المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيره، أمس، أن جثمان الطالباني سيعاد من ألمانيا إلى إقليم كردستان، غدا الجمعة، وسيوارى الثرى في السليمانية، لكنه أضاف ان السلطات العراقية أبدت رغبتها في تنظيم جنازة في بغداد، وأن عائلة الراحل تدرس الموضوع.

وقالت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان إن "رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي يعزي الشعب العراقي في وفاة المغفور له رئيس جمهورية العراق السابق جلال طالباني، ويعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام".

اقتحام الحويجة

ميدانيا، قال قائد عمليات تحرير الحويجة الفريق الركن عبدالأمير رشيد يار الله، أمس: "شرعت قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع وقطعات الحشد الشعبي في تنفيذ عملية واسعة لتحرير مركز قضاء الحويجة وناحية الرياض والقرى والمناطق المحيطة بها".

من جهته، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت انطلاق المرحلة الثالثة من عمليات تحرير الحويجة تحت قصف مدفعي وصاروخي موجه لمقرات التنظيم في البلدة.

وقال جودت إن "قوات الشرطة الاتحادية تحركت باتجاه أهدافها المرسومة، إذ تسعى لاستعادة السيطرة على سبع مناطق رئيسية في القضاء و12 هدفا حيويا".

وفي حال استعادة الحويجة، سيقتصر وجود التنظيم في البلاد على قضاء القائم، على الحدود العراقية - السورية.

القوات العراقية تقتحم مركز الحويجة والطالباني يوارى الثرى غداً في السليمانية
back to top