منظور آخر: المرأة السعودية في عيون الموريتانية
![أروى الوقيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1502968882088610300/1502968890000/1280x960.jpg)
وكنوع من المداعبة ذكر أحد الزملاء أن معنا زميلا سعوديا ضد قيادة المرأة، وهو الأمر الذي استشاط غضب مجموعة النساء الموريتانيات الموجودات، فانهلن عليه بعبارات الهجوم، مؤكدات أن المرأة نصف المجتمع وعليه أن يحترمها، والقيادة ليست حقاً يتفضل هو به عليها، وأنها حرة بما تختار، وفي كل مرة كان ينطق برأي ضد المرأة كنّ يحاججنه بالمنطق والقوة، وكانت تلك إحدى أهم مشاهداتي طوال الرحلة، والتعرف على مدى قوة المرأة الموريتانية، وهو أمر نادر في إفريقيا، التي زرت غربها وجنوبها وشمالها. عادة المرأة الإفريقية تتحمل عبء المعيشة، وتتكفل بالعمل والتربية، في حين يقوم زوجها بالراحة في النهار وخيانتها في المساء، غير مكترث بما يحدث لها ولأبنائه، ولكن أحببت الرؤية النسوية الموجودة في المرأة الموريتانية، وحتى اللاجئات الإفريقيات في موريتانيا يحظين بفرصة جيدة ليصبحن مناصرات للمرأة، حيث قابلت إحداهن في مركز التكوين للاجئات في نواكشوط، فكانت تتحدث إحدى اللاجئات وهي من وسط إفريقيا عن أهمية أن تتعلم المرأة، وما هي حقوقها، وعليها أن تنتصر على جميع من يستضعفها، وهو الأمر المذهل حقيقة في بلد فقير اقتصاديا.حصول المرأة السعودية اليوم على حقها أخيراً في القيادة رغم جميع الشروط خطوة انتظرتها نساء العالم جميعا، ولاقت مباركة حتى في إفريقيا، والمرأة السعودية لم تعقها القيادة عن تحقيق إنجازات كبيرة، رغم تقليص المجتمع كثيرا من حقوقها وتقييدها بالولاية التي حان الوقت لإسقاطها حتى تنطلق المرأة السعودية محلقة في سماء الإبداع غير مقيدة بأمور شكلية ساهمت في تأخر وصولها إلى مكانة تستحقها مبكرا. وتحية خاصة لجميع المناضلات في حقوق المرأة أينما كنّ لا سيما السعوديات اللاتي قدمن حريتهن لإيصال صوت النساء المقهورات حول العالم، وتحية للجين الهذلول ومنال الشريف وجميع من رفع راية المطالبة بحقوق النساء وحوربن بشراسة.قفلة:أثبت بعض المفتين هشاشة قناعاتهم التي أصرت في السابق أن قيادة المرأة غير شرعية، وتحولت اليوم إلى مباركة بهذا القرار الحكيم، وأعتقد أن الوقت حان ليلتزم رجال الدين الصمت في الأمور السياسية والاكتفاء بالتبحر في علوم الدين.