استجوب عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) صديقة منفذ مذبحة لاس فيغاس، المحاسب المتقاعد الثري ستيفن بادوك، والتي عادت من الفلبين إلى الولايات المتحدة أمس، الأمر الذي قد يساعد التحقيق في الكشف عن دوافع المجزرة الدموية التي ارتكبها صديقها، عندما فتح النار على حفل موسيقي في لاس فيغاس، وأودى بحياة 59 شخصا.

ورغم تصنيف مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) لصديقته ماريلو دانلي (62 عاما) على أنها "شخص مثير للاهتمام" بالنسبة للتحقيق، فإنه لم يتم توقيفها، حيث لا يزال بإمكانها التنقل بحرية، حسبما أفادت وسائل إعلام أميركية، بعد وصولها مساء امس الأول إلى لوس انجلس.

Ad

وكانت دانلي، وهي أسترالية من أصل فلبيني، يوم مأساة لاس فيغاس في الفلبين، التي وصلت إليها الأحد الماضي قادمة من هونغ كونغ التي قصدتها في 25 سبتمبر.

وعاشت دانلي مع بادوك في منزل بولاية نيفادا اشتراه عام 2015، وقالت شقيقتها المقيمة في أستراليا إنها تعتقد أن بادوك شجع شقيقتها على السفر حتى لا تعارض خططه بشن هجومه الدموي.

وفي سياق المعلومات الجديدة التي تم كشفها، تحقق السلطات في تقارير تفيد بتحويل بادوك 100 ألف دولار إلى حساب مصرفي في الفلبين، حيث كانت تقيم صديقته.

كما اكدت وسائل إعلام أميركية ان بادوك حاول استئجار شقة تطل على مهرجان "بيوتفل فاستيفل"، الذي أجري في لاس فيغاس قبل أسبوع من الهجوم، وان هذا الأمر يشير الى ان هذا المهرجان الضخم كان يمكن أن يكون هدفه الاول وليس مهرجان موسيقى الكاونتري الذي استهدفه الأحد.

وتشير السلطات إلى أن العملية بدت وكأنه خطط لها بدقة، حيث وضع كاميرا على عدسة باب غرفته في الفندق، واثنتين في الممر.

وقال المسؤول في الشرطة جو لومباردو: "أتوقع أنه كان يبحث عن أي شخص أراد القبض عليه".

وأفادت السلطات بأن بادوك، الذي ليس لديه سجل جنائي، هشم نوافذ غرفته في الفندق بعد العاشرة مساء بقليل، حيث أطلق وابلا من النيران على الحشد.

وأشار لومباردو إلى أن بادوك أطلق النار من باب غرفته، حيث أصاب حارسا في ساقه، لكن عندما اقتحمت فرقة التدخل السريع الغرفة التي كان يقيم فيها منذ 28 سبتمبر، وجدوه منتحرا.

ترسانة قانونية

وكشفت التحقيقات أن بادوك تمكن من جمع ترسانة من الأسلحة تحتوي على 47 سلاحا ناريا من ثلاثة مصادر، وآلاف الذخائر، وأجهزة تحول البنادق الى سلاح يطلق النار وكأنه رشاش، ولم يواجه عقبات في جمعها، حيث يعتبر هذا الامر سهلا وقانونيا في الولايات المتحدة وخصوصا في ولاية نيفادا.

ولقاء 99 دولارا يمكن شراء جهاز آخر يجعل السلاح يطلق النار بشكل متواصل حتى نفاد المخزن، أي بمعدل 600 طلقة في الدقيقة أو أكثر.

ترامب

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول أنه لا يعلم ما إذا كان بادوك مرتبطا فعلا بتنظيم داعش، كما أكد التنظيم الارهابي مرتين حتى الآن، لكن من دون أي دليل يثبت صحة هذا التبني.

وردا على سؤال طرحه صحافي على متن الطائرة الرئاسية، بشأن ما إذا كان يعتقد أن تبني "داعش" صحيح، قال ترامب: "ليست لدي أي فكرة".

واضاف الرئيس الاميركي: "لقد اطلعت بالكامل" على سير التحقيق، مؤكدا انه "بادئ ذي بدء، كان شخصا مريضا ومجنونا، لكن أعتقد أننا نعرف هذا من دون المعلومات الجديدة"، واعتبر ان "ما حصل في لاس فيغاس محزن جدا".

واثنى على جهود قوات الامن، وقال: "ما حدث في لاس فيغاس كان في جوانب عديدة منه معجزة، وإدارة الشرطة قامت بعمل رائع، وسنتحدث عن قوانين الاسلحة مع مرور الوقت".