الدنيا تتجه جمالاً، في غالبية دول العالم، وتتجه خنقاً في غالبية الدول العربية. وشركة "إل جي"، حفظها الله ورعاها، صنعت جهاز هاتف مزوداً بموجات فوق صوتية، تساعد على طرد البعوض من المكان، وبذلك تساهم في القضاء على الملاريا وحمى الضنك، اللذين تغص بهما الهند، على سبيل المثال والألم.

ولعل الله يوفق "إل جي" فتكتشف موجات "فوق صوتية" أخرى، أو حتى "تحت سريرية"، تساهم في القضاء على عبودية الشعوب العربية لحكوماتها، وتجعل الشعوب تعرف أن ثمة فروقاً كبيرة في الصفات، بينها وبين قطعان الماشية، لا من حيث الشكل فقط، بل والمضمون أيضاً.

Ad

ولعل ذلك يشجع الشركات الأخرى؛ أبل وهواوي وبقية الشركات المشابهة، على دخول المنافسة، فيصبح التنافس على تحرير الشعوب من العبودية هدفاً لهذه الشركات الذكية العملاقة، ويصبح التحرر من العبودية يحتاج فقط إلى لمس الشاشة، أو يمكن أن تقوم به "سيري".

وعليّ اليمين المغلظة المفخمة، لو حدث هذا، أي لو صُنع هاتفٌ يساعد على التحرر من العبودية، ويدفع الشعوب العربية إلى مطالبة سلطاتها بمشاركتها في القرار، ومحاسبتها على العبث، لتُتهمن الشركة بالإرهاب (التهمة الموضة)، وليُتهمن العربي الذي يقتني هذا الجهاز بتنفيذ أجندة أجنبية تقوض أمن الوطن العربي المعطاء، ويجد نفسه صهيونياً ماسونياً برمائياً من الإخوان المسلمين، فتغيب شمسه. ويتحول النصح من "ابتعد عن السياسة" إلى ابتعد عن "إل جي".