الملك سلمان في موسكو بزيارة تاريخية

في أول زيارة يقوم بها عاهل سعودي لموسكو، وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، إلى العاصمة الروسية، تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبينما وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الزيارة بأنها تمثل «انعطافة حقيقية» في علاقات البلدين، مشيراً إلى أن الحوار المتواصل بين الجانبين «بدأ تحقيق جملة من الثمار العملية الملموسة»، شدد على أهمية استمرار التنسيق فيما يخص الأزمات الإقليمية واتفاق خفض إنتاج النفط.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الملك سلمان والرئيس بوتين سيوقعان حزمة من الاتفاقات الثنائية البالغة الأهمية بين البلدين، واصفاً الزيارة بأنها حدث تاريخي، وستساهم في تطوير العلاقات بين الدولتين بمختلف المجالات.

وذكر الجبير، في بداية لقائه رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو في موسكو، أن الملك سلمان أصدر تعليمات واضحة بتطوير العلاقات مع موسكو في شتى المجالات، مضيفاً أن التعاون بين البلدين سيرتفع دون أدنى شك، بفضل هذه الزيارة، من مستوى العلاقات الحسنة إلى الممتازة.

من جانبها، شكرت ماتفيينكو الوزير السعودي على تعاونه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مثمنة الإسهام الكبير لهذا التعاون في تسوية الأزمات الإقليمية واستقرار الأوضاع بالشرق الأوسط.

وأعربت رئيسة مجلس الاتحاد عن أملها في أن تكون زيارة الملك سلمان ناجحة ومثمرة، وتعطي زخماً قوياً لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، مضيفة: «ندرك جيداً أن تطوير التعاون بين روسيا والسعودية لا يخدم مصالحنا المشتركة فقط، بل يشكل عاملاً جدياً للاستقرار في المنطقة، لأن المملكة إحدى أكثر الدول تأثيراً في الشرق الأوسط والعالم برمته».

وتأتي زيارة الملك سلمان لروسيا لتوضيح بعض القضايا السياسية والاستراتيجية والاقتصادية المتعلقة بالقضية السورية، وسوق النفط، وكذلك التقارب العسكري السعودي الروسي، فضلاً عن التعاون في مجال الطاقة النووية.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن روسيا والسعودية ستوقعان اتفاقيات لاستثمار مشترك تزيد قيمتها على ثلاثة مليارات دولار، مشيراً إلى أنها ستتضمن صفقة بقيمة 1.1 مليار دولار تبني بموجبها شركة البتروكيماويات الروسية سيبور مصنعاً في المملكة.

وأضاف نوفاك، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز أمس، أن صندوق استثمار مشتركاً بين البلدين سيستثمر 150 مليون دولار في شركة خدمات الحقول النفطية الخاصة الروسية يوراسيا دريلنغ ليمتد.