إعلان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أنه باق في منصبه، في مؤتمر صحافي مفاجئ عقده صباح أمس، بمبنى الوزارة في واشنطن، وضع حداً -ولو مؤقتاً- لموجة الشائعات التي تحدثت عن نيته الاستقالة، على خلفية تصريحات للرئيس الأميركي، اعتُبرت مهينة له، خلال وجوده في العاصمة الصينية بكين.ووفق بعض الأوساط المطلعة، فإن إعلان تيلرسون جاء حصيلة تسوية كبيرة شارك فيها عدد من المسؤولين الأميركيين، على رأسهم نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الدفاع جيم ماتيس، وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي.
وتقول تلك الأوساط إن تعليقات الرئيس ترامب عن جهود تيلرسون الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، واعتبارها مضيعة للوقت، كانت النقطة التي «طفّحت الكأس» بين الرجلين.ترامب الذي وصف تأكيدات تيلرسون أنه باق في منصبه بأنها صفعة جديدة «للإعلام المزيف»، كان يحاول الرد على معلومات صحافية مؤكدة عن احتمال استقالة وزير خارجيته، الأمر الذي كان سيشكل ضربة كبيرة لإدارته ويطيح عملياً ما تبقى لها من صدقية في أقل من 9 أشهر، في ظل النزيف المستمر الذي شهدته بعد مغادرة غالبية الشخصيات التي عيّنها في مناصبها.واعتبرت تلك الأوساط أن تيلرسون حصل على تعهدات قد تسمح له بإعادة تحسين موقعه ودوره الذي هُمّش، خلافاً للأعراف والتقاليد التي تسير عليها الإدارة الأميركية. فوزير الخارجية عادة هو الرجل الثالث، وأحياناً الثاني في سلّم التأثير السياسي. لكن مع إدارة ترامب التي اعتبرت أن الجهود الدبلوماسية ليست بتلك الأهمية، وقلصت بنسبة بلغت 30 في المئة ميزانية وزارة الخارجية، تراجع دور تيلرسون، بينما هيكل وزارته الوظيفي لايزال في غالبيته شاغراً.وتؤكد أن مداخلة الوزير ماتيس، أمس الأول، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، والتي منح فيها دعمه الكلي للدور الذي يقوم به تيلرسون، سواء في الملفين الكوري أو الإيراني، فضلاً عن تجديده تأكيد أن الاتفاق النووي معها سيبقى قائماً مادام يخدم المصلحة الأميركية، اعتُبرت أقوى رسالة دعم علنية، عشية إعلان تيلرسون بقاءه وزيراً للخارجية.وتضيف أن نائب الرئيس مايك بنس هو الذي أقنع تيلرسون، ووعده بتغيير المسار، على الرغم من نفي الأخير أن يكون بنس قد قام بذلك. فبنس يسعى إلى الحفاظ على «قلب الإدارة» متماسكاً في مواجهة سيل المشكلات التي لم تتوقف منذ تشكيلها.ولفتت تلك الأوساط إلى أن تيلرسون الذي نفى خبر تدخل بنس ونبأ خلافه الشخصي مع ترامب، لم ينفِ ما نقل عن وصفه للرئيس بأنه «مغفل»، مكتفياً بالقول إنه لا يعلق على هذا النوع من الأنباء.ومع إعادة تأكيد تمسكه بالاتفاق النووي مع إيران، مجدداً القول إنه ليس الفقرة الوحيدة التي ستحكم العلاقة بين واشنطن وطهران، وخصوصاً لناحية الأدوار الأخرى التي تقوم بها، رسم تيلرسون مع ماتيس الوجهة التي ستخاض على أساسها المواجهات مع الرئيس ترامب في ملفات السياسة الخارجية.
أخبار الأولى
تسوية وضغوط أبقتا تيلرسون وزيراً للخارجية
05-10-2017