تصاعد التوتر في إسبانيا، مع تعهد رئيس كتالونيا كارلس بوغديمون، أمس، بإعلان استقلال الإقليم من جانب واحد، خلال أيام.

وجاء تعهد بوغديمون في تحد لإنذار شديد اللهجة وجهه ملك إسبانيا، فيليبي السادس، أمس الأول، محذراً فيه من تعريض استقرار البلاد للخطر، وموصياً حكومة مدريد بحماية النظام الدستوري، في نهاية يوم من التظاهرات العارمة التي شارك فيها مئات آلاف الكتالونيين ضد العنف الذي مارسته الشرطة بحق المقترعين في الاستفتاء على الاستقلال، الذي أجري الأحد، وحظرته مدريد.

Ad

ومن شأن إعلان استقلال كتالونيا تعميق المواجهة بين الإقليم والحكومة المركزية في مدريد، التي تستطيع بموجب المادة 155 من الدستور إجباره على احترام واجباته الدستورية.

ولم يلوح رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بهذا الخيار حتى الآن، لكن خطاب الملك النادر من شأنه فتح الطريق أمامه لاتخاذ أي إجراء.

ومع انزلاق البلاد نحو أزمة سياسية هي الأسوأ منذ عقود، دعا نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس أمس إلى الحوار «بشكل يحترم الدستور» الإسباني، بينما ناقش النواب الأوروبيون في ستراسبورغ الأزمة.

في السياق، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها لا تزال تنظر إلى نزاع الاستقلال في إقليم كتالونيا على أنه شأن داخلي، موضحة أنها لا تعتزم التوسط بين الأطراف المتنازعة.

ويتخوف الأوروبيون من موجة انفصالية قد تجتاح القارة متسببة في أزمة عالمية. وتطالب عدة مناطق أوروبية بالاستقلال عن الدول التي نشأت بعد الحرب العالمية، وتشهد القوى الانفصالية في هذه المناطق ازدهاراً كبيراً.

وتطالب جزيرة كورسيكا بالانفصال عن فرنسا، في وقت يشكل الانفصاليون الباسك القوة الثانية في إقليم الباسك الفرنسي، ويطالبون بانفصاله عن فرنسا وإسبانيا.

وتعهدت أسكتلندا بإجراء استفتاء جديد للانفصال عن المملكة المتحدة. وفي بلجيكا، يطالب الانفصاليون الناطقون بالهولندية بإقامة الجمهورية الفلمنكية، في حين يتوقع أن ينظم أرخبيل جزر الفارو، الذي يتمتع بحكم ذاتي في الدنمارك، استفتاء على دستور جديد في 25 أبريل 2018، يمنحه حق تقرير المصير.