أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنه تم تقاسم المهام داخل وخارج منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، شمال غرب سورية، المحافظة الوحيدة، التي لا تزال خارج سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد كلياً، إذ ستقوم تركيا بتوفير الأمن داخل المنطقة وروسيا خارجها متجاهلاً إيران، التي نصت اتفاقات أستانة على مشاركتها في نشر مراقبين.

وقال إردوغان، على متن الطائرة أثناء عودته من طهران، إن الآلية الثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران "تعمل، ونحن لا نحاور الحكومة السورية، إنما نلتقي مع إيران وروسيا، ونرغب في الحفاظ على هذه العملية، دون التعرض لأي أمر سلبي".

Ad

وأضاف: "للأسف، وقعت بعض الأحداث في الفترة الأخيرة، إذ تم قصف مستشفى في إدلب، وقتل بعض المعارضين المعتدلين، كما قتل جنرال روسي في دير الزور، وهذا الوضع يريح من يحب الأجواء الضبابية".

وأوضح إردوغان، أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار تركيا وبحثنا وإياه كيفية تشغيل الآلية الثلاثية، ولدينا خريطة طريق بهذا الخصوص، وسترون في الأيام المقبلة الخطوات، التي ستتخذها أجهزتنا المعنية، كما فعلت في جرابلس والراعي، حيث عاد 100 ألف سوري إلى ديارهم".

إلى ذلك، رغم نفي "هيئة تحرير الشام" وبعدها المرصد السوري لحقوق الإنسان إصابة أي قيادي في فصائل إدلب، أكدت وزارة الدفاع الروسية أمس مجدداً، أن زعيم "جبهة النصرة" (التسمية السابقة) أبومحمد الجولاني دخل في غيبوبة نتيجة لضرباتها الانتقامية للمتورطين بالهجوم على شرطتها العسكرية شمال حماة في 18 سبتمبر الماضي، مشيرة إلى تنفيذ سلاح الجو سلسلة غارات جديدة، أمس، أسفرت عن مقتل العشرات وتدمير مستودع ذخيرة.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال إيغور كوناشينكوف، في بيان، إن "الطيران الروسي وجه ضربة استهدفت اجتماعاً في إدلب لمسؤولي هيئة تحرير الشام، وقتلت 49 مقاتلاً بينهم سبعة قادة"، موضحاً أنها دمرت "أكبر مستودع ذخيرة" في عمق المحافظة قرب أبوالضهور، كان يضم "أكثر من ألف طن من الذخيرة" خصوصاً للمدفعية.

وغداة إعلان الجيش الروسي، أن قائد "تحرير الشام" في "حال حرجة" إثر بتر ذراعه في غارة أسفرت أيضاً عن مقتل 12 قيادياً في الهيئة، أشار إلى "حالة ارتباك في صفوف فصائل إدلب بعد إصابة الجولاني ودخوله في غيبوبة".

ومع بدء قوات الرئيس بشار الأسد هجوماً واسعاً على آخر وأكبر معاقل "داعش"​ شرق ​دير الزور​، أعلن كوناشينكوف إطلاق الغواصات الروسية، في البحر المتوسط نحو 10 صواريخ "كاليبر" المجنحة استهدفت عدداً من وسائل المراقبة الموضوعية، مشيراً إلى أنها دمرت كل الأهداف المستخدمة، بما في ذلك مواقع قيادة ومخازن أسلحة وذخائر، وحظائر مركبات مصفحة بمنطقة الميادين.

وإذ أكد المتحدث باسم الوزارة، أن هدف الضربات الرئيسي، هو تعزيز الهجوم على دير الزور، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها من السيطرة على أجزاء من الطريق الدولي دير الزور- الميادين عقب معارك عنيفة مع "داعش"، مشيرة إلى حالة انهيار في صفوف التنظيم.

بدوره، أكد الرئيس بشار الأسد خلال استقباله رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أمس، "أهمية تحصين وتوسيع المحور المحارب للإرهاب، في مواجهة محور نشر الفوضى واستخدام الإرهاب كأداة لتحقيق مصالحه" في إشارة إلى ما يعرف بـ"محور الممانعة" الذي تقوده ايران ويضم نظام الأسد وحزب الله وأحزاباً عراقية مسلحة والحوثيين في اليمن.

من ناحيته، أكد بروجردي: "عزم إيران على مواصلة دعم سورية ليس فقط في الحرب بل في معركتها لإعادة الإعمار، وهي مستعدة لتقديم كل ما يلزم بهذا الخصوص عبر توسيع آفاق التعاون الاقتصادي في شتى المجالات".