إسبانيا تعلّق انعقاد برلمان كتالونيا
رفضت أي وساطة دولية ودعت الإقليم إلى العودة للقانون
علق القضاء الإسباني، أمس، جلسة برلمان إقليم كتالونيا المرتقبة الاثنين، والتي كانت ستبحث نتائج الاستفتاء حول الانفصال عن إسبانيا، وقد يعلن خلالها الاستقلال من جانب واحد.وتم تعليق الجلسة بناء على طلب الكتلة الاشتراكية الوحدوية في برلمان كتالونيا التي لجأت بشكل عاجل الى القضاء، رافضة عقد جلسة حول الاستفتاء الذي جرى الأحد الفائت وسبق أن حظرته المحكمة الدستورية.لكن حكومة كتالونيا والغالبية الانفصالية في البرلمان الإقليمي (72 نائبا من أصل 135) تجاهلا قرارات المحكمة الدستورية. حتى أن القانون الذي نظم الاستفتاء نص على انه يتقدم على أي معيار آخر يتنافى معه بما في ذلك الدستور.
ووجهت المحكمة في قرارها تحذيرا الى الرئيسة الانفصالية للبرلمان كارمي فوركاديل من إمكان تعرضها لملاحقات جنائية في حال تجاهلها القرار.وتسبب استفتاء الأحد على استقلال كتالونيا في أزمة سياسية غير مسبوقة في اسبانيا منذ عودتها الى الديمقراطية في 1977.وأعلنت الحكومة الانفصالية أن نسبة مؤيدي الاستقلال ناهزت 90 في المئة في الاستفتاء، وبلغت نسبة المشاركة نحو 42 في المئة. كما رفضت الحكومة الاسبانية، أمس الأول، الدعوة التي أطلقها رئيس الإقليم كارليس بيغديمون لوساطة دولية بين إقليمه ومدريد، مؤكدة أن لا وساطة طالما لم تتراجع برشلونة عن التهديد بانفصال كتالونيا عن المملكة وإعلان الاستقلال.وقالت الحكومة في بيان: "إذا كان بيغديمون يريد الحديث أو التفاوض أو إرسال وسطاء فهو يعرف حق المعرفة ما يجب عليه القيام به، أولا: أن يعود الى طريق القانون الذي ما كان يجب أن يغادره اصلا".وحذرت الحكومة الاتحادية بزعامة المحافظ ماريانو راخوي رئيس إقليم كتالونيا من أنها "لن تقبل بأي ابتزاز (...) تراجعوا عن التهديد بالانفصال".وقال بيغديمون إنه لا يخشى إلقاء القبض عليه، وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة بيلد الألمانية أمس: "شخصيا لست خائفا من ذلك".وقال: "لم أعد أشعر بالمفاجأة من أي شيء تقدم عليه الحكومة الإسبانية. اعتقالي أيضا محتمل، وهو ما سيكون خطوة همجية".وقال إن الاستفتاء أثبت أن إرادة الشعب تتمثل في الانفصال عن إسبانيا، وتعهد بمواصلة العمل على الاستقلال، رغم إصرار مدريد على أن ذلك لن يحدث.وقال بوغديمون لصحيفة بيلد: "سنذهب إلى أبعد مدى يريد الناس أن يذهبوا إليه. لكن دون اللجوء للقوة. كنا دائما حركة سلمية. وأنا واثق بأن إسبانيا لن تكون قادرة على تجاهل إرادة هذا العدد الكبير من الناس".