قد تكون هناك أسباب كثيرة تدعو للقلق بشأن المستويات القياسية التي بلغتها الأسهم الأميركية، لكن لا ينبغي أن يكون هبوط القيم بشكل حاد إلى المتوسطات التاريخية بين مخاوف المستثمرين، بحسب تقرير لـ"بلومبرغ".

وفي الواقع، لا يوفر الانحراف عن متوسط القيمة التي تقاس عبر واحد من أبرز المؤشرات- نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دوريًا- الكثير من التفاصيل حول العوائد المتوقعة للسوق.

Ad

مخاوف منطقية ولكن

- حاليًا، تبلغ نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دوريًا 30 نقطة، وهو مستوى مرتفع لم يشهده السوق إلا في 59 شهرا من إجمالي 1640 شهرا منذ عام 1881، ما يعادل 3.6 في المئة من هذه الفترة الزمنية.

- ووفقا لتحليل انحدار مبسط، يحتاج هذا المستوى نحو خمس سنوات عادة ليفقد نصف قيمته تقريبًا إلى المتوسط التاريخي البالغ 16.8 نقطة.

- من المفهوم أن المستثمرين يشعرون بالقلق إزاء توقعات هبوط النسبة إلى 24 نقطة خلال السنوات القليلة المقبلة، مما يعني أن الأسهم ستهبط نحو 22 في المئة، لذا لا عجب أن الكثيرين ينتظرون عملية تصحيح بالسوق الأميركي.

- رغم وجود أدلة إحصائية تؤكد أن نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة في طريقها للعودة إلى المتوسط، لكنها تظل عملية غير عنيفة كما تبدو، ويقول بعض المحللين إن هذه الأدلة تستند إلى أوهام وإدراك متأخر.

جاذبية ضعيفة

- جزء كبير من تراجع نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دوريا يمكن ملاحظته عند ارتفاع الربحية بالتزامن مع زيادة أسعار الأسهم لا العكس.

- على سبيل المثال، بافتراض أن مؤشر "إس آند بي 500" والأرباح عند مستوياتهما الحالية، فإن نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دوريًا ستنخفض إلى 25 نقطة من 30 نقطة خلال ثلاث سنوات.

- الأهم من ذلك هو أن المستوى الصافي لهذه النسبة أو ما يعرف تحديدًا بعائد الأرباح المعدل دوريا، يعد مؤشرا جيدا جدا حول عوائد الأسهم الحقيقية في المستقبل.

- يصعب على أي مقياس آخر أن يوفر معلومات أفضل، فمن خلال عائد الأرباح المعدل يمكن تفسير نحو 25 في المئة من التباين في عوائد الأسهم المحققة خلال 10 سنوات.

- بناءً على ذلك، تعكس نسبة السعر إلى الأرباح حاليًا توقعات بتحقيق الأسهم عائدًا حقيقيًا على المدى الطويل بنسبة 3.33 في المئة أعلى مستوى التضخم.

- هذا المعدل أقل جاذبية من العائد الحقيقي البالغ 6.4 في المئة الذي حققته الأسهم الأميركية منذ عام 1881، رغم أنها الآن أكثر جاذبية من سندات الخزانة التي تقدم عائدا حقيقيا على المدى الطويل يقل عن 1 في المئة.

خطر مستبعد

- مع تغير نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دوريًا بمرور الوقت، فإن العائد المتوقع للأسهم يختلف أيضًا، وينبغي تحلي استراتيجية المستثمرين بالديناميكية اللازمة لتقليل تعرضهم للمخاطر بما يتناسب مع العائدات المتوقعة.

- لن يرغب معظم المستثمرين في اقتناء الأسهم إذا كانوا على قناعة بأن السوق سيهبط 22 في المئة خلال السنوات القادمة جراء عودة نسبة السعر إلى الدخل المعدلة دوريًا إلى المستوى المتوسط.

- يحذر التاريخ من عدة سيناريوهات، لكنه لم يؤكد أن العودة للمستوى المتوسط لنسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دوريًا ستتسبب في ضربة أو عائدات محبطة للأسهم، وبطبيعة الحال لا يجب دومًا اعتبار التاريخ مؤشرًا للمستقبل.

- رغم أن المستثمرين قد يكون لديهم أسباب أخرى لتوقع أداء أسوأ أو أفضل مما يشير إليه عائد الأرباح المعدل، لكن تظل عودة نسبة السعر إلى الدخل المعدلة دوريًا إلى المستوى المتوسط سببًا مستبعدًا.