لأعمالك نكهة خاصة، كيف تختار هذا النهج بعيداً عن الأفلام الرائجة؟أنتج أفلاماً يحبها الجمهور، أو من الممكن ألا تلقى استحسانه حالياً، ولكنه سيحبها بعد فترة. لذا أحرص على أن تتضمن صبغة تجارية إنما بقيمة فنية تجعلني أتشرف بتقديمها، فما مبرر تقديم أفلام تافهة وربما لا تحصد المال أيضاً؟ من ثم أركّز على القيمة الفنية، وأتعاقد مع ممثلين تاريخهم جيد لتولي البطولة ومخرجين ومؤلفين لهم رصيد عند الناس.
تعاونت في «الأصليين» مع كل من مروان حامد وأحمد مراد، وهما اسمان لهما ثقلهما، وفي «فوتوكوبي» مع تامر عشري مخرجاً، وهيثم دبور مؤلفاً، وهما يقدمان أعمالهما للمرة الأولى، فلماذا؟هذه سياسة الشركة. كان قرارنا أن نقدم فيلمين مع مخرجين ومؤلفين كبار، ثم فيلماً مع مخرج ومؤلف للمرة الأولى ثم نعيد الدورة، ليكون لنا دور في تصعيد مواهب جديدة، من ثم المساهمة في مساعدة جيل جديد وضخ دماء جديدة في صناعة السينما.لماذا اخترت سيناريو فيلم «فوتوكوبي» تحديداً كتجربة جديدة؟لم يكن السيناريو هو البداية، بل المخرج تامر عشري. كنت أريد تقديمه إلى الساحة والعمل معه، وعندما سألته ما المشروع الذي يود العمل عليه أجاب «فوتوكوبي»، يضاف إلى ذلك أن الفيلم من نوعية مختلفة عما قدمناه سابقاً، أي لون جديد في السينما.
مهرجان الجونة
لماذا فضلتم طرح الفيلم لأول مرة في مهرجان الجونة، ولم يطرح تجارياً في دور العرض؟لم يكن الفيلم جاهزاً بسبب التأخر في إنجاز الموسيقى التصويرية، من ثم لم نستطع تحديد موعد طرحه في الدور، وفي الوقت نفسه تلقينا العرض بالمشاركة في المهرجان، وأتصوّر أنه تقديم قوي له قبل إطلاقه تجارياً. لماذا المشاركة في مهرجان الجونة تحديداً؟أنا مهتم بإقامة مهرجانات سينمائية في مصر، لأن كثرتها تصبّ في مصلحة السينما المصرية. لذا يجب أن ندعم هذه المهرجانات التي تساندنا في الأساس. بالنسبة إلى الفيلم، أول عرض تلقيته كان من الجونة من خلال المبرمج الذي أحترمه انتشال التميمي، وأعتبره أحد أهم المبرمجين في الوطن العربي، وكانت لدي ثقة شديدة في أن فيلمي سيكون ضمن باقة من أفضل الأفلام المعروضة، وكان انتشال من فترة طويلة قبل الإعلان قرأ ملخصاً للموضوع، وقال إننا سنكون معه في المهرجان. لذا أشكر منظمي مهرجان الجونة، لأنهم أتاحوا لي الفرصة كي يعرض فيلمي للمرة الأولى إزاء هذا العدد، وعلى الأقل نصفه من أهم نجوم السينما وصانعيها. وأشير هنا إلى أنني حتى لو أقمت عرضاً خاصاً للفيلم لما تمكّنت من جمع هذا العدد من الناس لمشاهدته.هل يعني ذلك أن العرض في المهرجان سينعكس إيجاباً على الفيلم عند طرحه تجارياً على عكس الفكرة السائدة؟تسهم الرؤية النقدية إلى حد بعيد في تقديم الفيلم بشكل جيد للجمهور، ومؤكد أن الكتابات النقدية ستفيده عند طرحه في دور العرض.خيارات ومردود
لشركتكم سياسة محددة في اختيار المخرجين والمؤلفين، فماذا عن الأبطال في «فوتوكوبي»؟كان الفنان محمود حميدة الاختيار الأول والأخير للدور، و«صفية» التي قدمتها شيرين رضا ذهبت إلى نجمات عدة ولكن لم يتحمسن لها. شخصياً، كنت متحمساً لرضا لتجسيد الدور، خصوصاً أنها لم تعترض على أداء دور سيدة في الـ60 من العمر، بل قالت فلتكن 75 عاماً، وأتصور أن الدور إضافة لها كممثلة لتعلن من خلاله أن بإمكانها تقديم أي شخصية.ما مردود التجربة ككل، كذلك بالنسبة إلى المؤلف والمخرج؟من نتائج التجربة أنها كشفت مواهب كبيرة أمثال أحمد داش وعلي الطيب، إذ ظهرا بشكل جيد، والفيلم بمنزلة خطوة كبيرة في مستقبلهما الفني. أما محمود حميدة فطبعاً ترك بصمة جيدة في الفيلم، وشيرين رضا قدّمت صورة جميلة، والمخرج تامر عشري والمؤلف هيثم دبور كتبا شهادة ميلادهما الفنية، وكلها في تصوري مكتسبات تحققت من خلال التجربة.مشاريع مقبلة
حول الجديد لديه يقول صفي الدين محمود: «سياسة الشركة تحتّم علينا ألا نعلن تحضيرنا أي عمل قبل البدء بتصويره بأيام فقط. ثمة مشاريع عدة نبحث فيها، ونعمل عليها راهناً، وسنتحدث عنها مع تحديد موعد التصوير».