وصل تراجع أفلام الخلطة الشعبية في مصر وعزوف الجماهير عنها إلى الذروة في موسم عيد الأضحى المُنصرم، ذلك بعدما احتلّت أفلام المُنتج محمد السبكي مراكز متأخرة في التنافس، إذ حقَّق {أمان يا صاحبي}، من بطولة سعد الصغير ومحمود الليثي، المركز الرابع، ولم تتجاوز إيراداته حاجز الأربعة ملايين جنيه، رغم أنه من نوع الأفلام التي كانت تنفرد بشباك التذاكر قبل أعوام، بل إن الليثي والصغير نفسيهما كانا سبباً في نجاح أفلام أخرى.تكرَّر الأمر نفسه مع «خير وبركة» الذي يقتسم بطولته نجما مسرح مصر علي ربيع ومحمد عبد الرحمن، إذ حصد المركز الثالث في ترتيب الأفلام.
ضعف الإيرادات دفع العائلة المُنتجة لهذه النوعية من الأفلام «السبكي» إلى انتهاج خط جديد ربما لتصحيح المسار ومواكبة السوق، ذلك عبر تعاقدات جديدة مع نجوم لديهم قاعدة جماهيرية واسعة. أبرز هؤلاء النجم المصري أمير كرارة، خصوصاً بعد نجاحه الأخير في رمضان الماضي في مُسلسل «كلبش»، ليدخل تجربة جديدة كبطل، وهو ثاني تعاون له مع آل السبكي عقب «هروب اضطراري»، الذي كان أحد أبطاله المميزين، والتجربة الجديدة بمشاركة المُخرج الشاب بيتر ميمي، وتحمل عنوان «حرب كرموز».ضعف إيرادات الخلطة الشعبية ربما يفسر لجوء أحمد السبكي في السنوات الأخيرة إلى تقديم أفلام بميزانيات ضخمة لنجوم الشباك في استعداده للعام الجديد، إذ أعلن تجديد التعاون الفني مع النجم محمد رمضان الذي سبق أن تعاون معه في أعمال عدة حققت نجاحات جماهيرية من بينها «عبده موتة، وقلب الأسد، وشد أجزاء»، وآخرها «جواب اعتقال»، ليدخل المُنتج في تجربة جديدة يستعيد من خلالها نجاحاته السابقة بفيلم جديد بعنوان «الديزل»، من تأليف أمين جلال، وينتمي إلى فئة أفلام الحركة.وعقب نجاحات محمد السبكي في آخر أعماله مع محمد رجب في «سالم أبو أخته» عام 2014، تعاقد المُنتج مع محمد رجب مجدداً على «بيكا» من إخراج محمد حمدي، وتأليف محمد سمير مبروك.ووفقاً لخطة الإنتاج المطروحة من آل السبكي فإن حماستهم للخلطة الشعبية فترت جداً، نظراً إلى فشلها في تحقيق الإيرادات كسابق عهدها، ما يفسر الاتجاه نحو الأفلام ذات الميزانية الضخمة، بدليل أن محمد السبكي في موسم عيد الفطر الأخير حقق نجاحاً كبيراً على المستوى الفني والجماهيري عقب تعاقده مع النجم أحمد السقا على «هروب اضطراري» الذي وصلت إيراداته إلى 60 مليون جنيه، وصنف من الأفلام الأعلى إيرادات في السينما المصرية، وشارك فيه إلى جانب السقا كل من غادة عادل، وأمير كرارة، ومصطفى خاطر، وهو من تأليف محمد سيد بشير، وإخراج أحمد خالد موسى.
رأي النقد
ترى الناقدة ماجدة موريس أن هذه الخطوات مهمة لتصحيح مسار أفلام السبكي، وتعديل المفاهيم، وسيكون مُفيداً أيضاً للسينما المصرية تقديم ألوان مختلفة، مضيفةً أن الخلطة التي كان يصنعها آل السبكي من نجوم حققوا نجاحاً في مجال مُعين (كنجوم مسرح مصر أخيراً)، مع إضافة نكهة شعبية ورقص وخلافهما، لم تعد تجذب الجمهور، خصوصاً مع ظهور نوعية أخرى ترتقي بالسينما وبالجمهور، لذلك جاء التراجع من جانبهم.وتؤكِّد موريس أنه عملاً بمبدأ الرجوع إلى الحق فضيلة كان على آل السبكي تقديم أعمال تحقق أرباحاً ولا تنتمي في الوقت نفسه إلى الفئة الشعبية مثل «هروب اضطراري»، الذي ظهرت فيه الجودة والمجهود واحترام المُشاهد لذلك نجح، ومؤكد أنهم لمسوا ذلك، ما يفسِّر سر تغيير استراتيجيتهم بتعاقدات جديدة.الناقد السينمائي طارق الشناوي يفسِّر حالة تراجع أفلام الخلطة الشعبية أخيراً بأنها جاءت نتيجة لتشبع الجمهور من هذا النوع من الأفلام، بتعبير أدق تكرارها قلَّل من فرص نجاحها، وهو ما يمكن تلمسه من خلال الإيرادات الضعيفة، ما تطلب الخروج من هذا النفق بالتجديد، فظهر ذلك من خلال التعاقدات الأخيرة والاستعداد للعام الجديد بعدد من الأفلام، وأخيراً تقديم أفلام تنتمي إلى الإنتاج الضخم وبنجوم الشباك، وهما سر النجاح حالياً.