بغداد تستبعد مواجهة مع البيشمركة... وتحرر الحويجة

• لا قرار من أنقرة وطهران وبغداد بوقف نفط كردستان
• «الحشد»: مهمتنا الأساسية حفظ وحدة العراق

نشر في 05-10-2017
آخر تحديث 05-10-2017 | 17:59
رجال دين شيعة يقاتلون مع «الحشد» في الحويجة أمس (رويترز)
رجال دين شيعة يقاتلون مع «الحشد» في الحويجة أمس (رويترز)
رغم المناورات العسكرية، التي أجرتها القوات العراقية مع نظيراتها التركية والإيرانية على حدود إقليم كردستان، وتهديدات «الحشد الشعبي» لأربيل، استبعد رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي حصول مواجهة مسلحة مع القوات الكردية، بينما يقترب العراق من تحقيق نصر كامل على «داعش» بعد تحرير قضاء الحويجة.
بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس أمس، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن بغداد لا تريد "مواجهة مسلحة" مع القوات الكردية، بعد الاستفتاء الذي نظم في إقليم كردستان العراق.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون، قال العبادي: "لا نريد مواجهة مسلحة، لا نريد أي عداء أو أي صدامات، لكن يجب أن تفرض السلطة الاتحادية سيادتها على المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وسلطات الإقليم والمعابر الحدودية".

وجدد العبادي موقفه لجهة رفض الاستفتاء، الذي أجراه الأكراد في 25 سبتمبر الماضي، وانتهى بالموافقة على استقلال الإقليم بنسبة أكثر من 92 في المئة من الأصوات.

وقال: "همنا أن نحفظ سيادة العراق على ضوء الدستور العراقي"، مضيفاً "الاستفتاء على الانفصال خروج عن هذا الدستور والإجماع".

وأكد: "نحترم تطلعات الأكراد، لكن يجب أن تمتد السلطات الاتحادية بحسب الدستور سواء على المنافذ الحدودية أو على المناطق المتنازع عليها".

ودعا قوات البيشمركة الكردية، إلى أن تكون جزءاً من القوات العراقية تحت قيادة السلطات الاتحادية، وأن تعمل معها لفرض السلطة الاتحادية على جميع المناطق المتنازع عليها.

من جانبه، عرض ماكرون التوسط، داعياً إلى الاعتراف بحقوق الأكراد في إطار الدستور العراقي، معلقاً على الاستفتاء، الذي نظم في 25 سبتمبر الماضي: "ندعو إلى الاعتراف بحقوق الأكراد في إطار الدستور، هناك طريق، في إطار احترام حق الشعوب، يتيح الحفاظ على إطار الدستور، واستقرار ووحدة أراضي العراق".

بدوره، قال السفير العراقي لدى روسيا، حيدر هادي أمس: "ليس هناك عزل أو حصار لإقليم كردستان"، مضيفاً أن "حركة الطيران الداخلي مستمرة بين بغداد والبصرة والنجف وأربيل والسليمانية، وحركة السيارات وحركة الحدود كلها مفتوحة".

ورداً على سؤال عن احتمال حدوث اشتباك مسلح بين القوات العراقية أو "الحشد الشعبي" بصورة خاصة مع البيشمركة الكردية، قال هادي :"هناك ضبط للنفس من الجانبين"، مشدداً على أن "الحشد الشعبي أصبح الآن مؤسسة عسكرية من ضمن المؤسسات التابعة للقوات المسلحة تحت قيادة رئيس الوزراء، فأي تصريح يصدر من غير القائد العام للقوات المسلحة لا يعتبر تصريحاً رسمياً من قبل الدولة العراقية".

في المقابل، أكد أحمد الأسدي، الناطق الرسمي باسم "الحشد الشعبي" المكون من ميليشيات شيعية معظمها يدين بالولاء لإيران، أمس، أن "قوات الحشد أصبحت واحدة من معادلات الأمن القومي العراقي"، مشيراً إلى أن "مهمة الحشد الأساسية الحفاظ على وحدة العراق".

وقال الأسدي في تصريحات لقناة الميادين، التي تمولها إيران، إن "وجود الحشد الشعبي في أي منطقة هو رسالة اطمئنان وعامل استقرار لحفظ وحدة العراق، وأيضاً رسالة إنذار وتحذير لمن يحاول المساس بوحدة العراق".

إردوغان

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قوله أمس، إن تركيا وإيران والعراق ستتخذ قراراً مشتركاً بشأن وقف تدفق إمدادات النفط من شمال العراق رداً على استفتاء إقليم كردستان على الاستقلال، مما يعني أنه لا قرار بعد بهذا الأمر.

وقال إردوغان، في مقابلة لقناتي "إن.تي.في" و"سي.إن.إن ترك" التلفزيونيتين خلال عودته من زيارة لإيران، إن "إقليم كردستان في شمال العراق سيعود إلى رشده ويعدل عن قراره".

وانتقد إردوغان إدراج مدينة كركوك الغنية بالنفط في الاستفتاء قائلاً: "إن الأكراد لا شرعية لهم هناك وإنهم غزاة في المنطقة".

وكان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي قال، أمس الأول، بعد لقائه إردوغان في طهران، إن "الاستفتاء الكردي خيانة للمنطقة"، مشدداً على وجوب أن تتخذ أنقرة وطهران "سوية إجراءات جدية سياسية واقتصادية لمواجهته".

وأضاف خامنئي، أن "أميركا وإسرائيل مستفيدتان من الاستفتاء، تريدان إقامة إسرائيل جديدة في المنطقة".

معصوم وعلاوي

على المستوى العراقي الداخلي، شدد رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم ونائبه أياد علاوي أمس، على "معالجة موضوعية" للأزمة الراهنة بين أربيل وبغداد من خلال "حوار بناء للوصول إلى حلول وتفاهمات واقعية ضمن إطار الدستور".

ودعا معصوم وعلاوي إلى "حوار وطني شامل يسعى لحل المشاكل التي تعترض طريق إدارة الدولة".

من ناحيته، قال السفير الأميركي لدى العراق دوغلاس سيليمان أمس، إن اتخاذ اجراءات اقتصادية أحادية الجانب من قبل بغداد بحق أربيل "يجب أن تكون وفق الدستور وبما يخدم المواطن والشعب العراقي"، مطالباً "بالتحاور بين الطرفين لمعالجة المشاكل من أجل عراق موحد".

وأضاف سيليمان، أن "الولايات المتحدة تتفهم استياء بغداد من عملية الاستفتاء، كما نتفهم استياء شعب كردستان من أن العالم وقف ضد الاستفتاء، إلا أن الولايات المتحدة ترغب بأن يكون العراق واحداً موحداً ومزدهراً".

استعادة الحويجة

على صعيد العسكري أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من باريس أمس، استعادة القوات العراقية السيطرة على مدينة الحويجة، أحد معاقل تنظيم داعش في العراق.

وقال العبادي: "أستطيع اليوم أن أزف بشرى إلى جميع العراقيين والقوات المسلحة العراقية وجميع محبي السلام وشركائنا في التحالف الدولي ومن عانوا جراء الإرهاب: تحرير مدينة الحويجة تم على أيدي القوات العراقية"، مضيفاً: "لم يبق أمامنا إلا الشريط الحدودي مع سورية في غرب البلاد".

وكانت قيادة القوات العراقية قد أعلنت، استعادت سيطرتها على وسط قضاء الحويجة، الذي يشبه بـ"قندهار العراق"، من أيدي تنظيم "داعش".

وقال القائد العام للقوات المشتركة العراقية الفريق أمير يارالله، إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وقطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع وألوية من الحشد الشعبي تحرر مركز قضاء الحويجة كاملاً"، وذلك غداة اقتحامها المدينة، مضيفاً: "وبدأت قواتنا عمليات تمشيط كبيرة في مركز قضاء الحويجة وأحيائها".

الإجراءات الاقتصادية الأحادية الجانب من قبل بغداد بحق أربيل يجب أن تكون وفق الدستور السفير الأميركي
back to top