وفود فلسطينية إلى القاهرة لاستكمال المصالحة
«حماس» تنتخب العاروري المتهم بالقرب من إيران نائباً لهنية
تبدأ وفود فلسطينية من حركتي «فتح» و«حماس»، التوافد على القاهرة، اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، لاستكمال إجراءات المصالحة الفلسطينية، في إطار ما جرى الاتفاق عليه خلال اجتماعات المسؤولين المصريين مع وفدي الحركتين في العاصمة المصرية الشهر الماضي، والتي أفضت إلى تسليم «حماس» لإدارة قطاع غزة إلى حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمدالله، الثلاثاء الماضي.وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: «هناك اجتماع مهم في القاهرة بين حركتي فتح وحماس الأسبوع المقبل، لوضع الأسس، والبحث في التفاصيل الخاصة بتمكين الحكومة، والخطوات المقبلة، وهذا يحتاج إلى جهد وتعب ونوايا طيبة، ونرجو أن تتوفر هذه النوايا عند الجميع»، مضيفا في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح في رام الله، أمس، أن «الوحدة الوطنية هدف سام بالنسبة لنا، ونعلق عليها آمالا كبيرة وعريضة، لأنه من دونها لا توجد دولة فلسطينية». في السياق، قال مصدر مصري رفيع المستوى لـ «الجريدة»، إن زيارة الوفود الفلسطينية إلى القاهرة، بداية من الاثنين المقبل، تأتي تلبية لدعوة مصرية للحركتين، لاستكمال ما تم الاتفاق عليه، لتقييم ما تم بشأن تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها، تمهيداً لعقد اجتماع موسع في القاهرة لجميع الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة أبريل 2011، وذلك للانطلاق نحو تنفيذ جميع بنوده وطي صفحة الانقسام.وأشار المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية منصبه، إلى أن الاجتماعات ستكون برعاية المخابرات المصرية، ومقسمة إلى ثلاث لجان عمل، الأولى منها لمناقشة ملف «الموظفين»، وحل مشاكلهم في القطاع، خاصة أن «حماس» عينت نحو 42 ألفا، وسيتم العمل على إمكانية دمجهم في الهيكل الوظيفي للسلطة الفلسطينية، أما اللجنة الثانية فستناقش «المصالحة المجتمعية»، المترتبة على الخلافات التي وقعت بالقطاع، ونتج عنها سقوط ضحايا من الفلسطينيين، سواء من «فتح» أو «حماس»، وكيفية تعويض ذويهم.
وتابع المصدر: «أما اللجنة الثالثة فتختص بـ(معبر رفح والأسلحة)، وستعمل على مناقشة آلية تشغيل المعبر ووضع السلاح الذي بحوزة الحمساويين، تحت تصرف جهة واحدة، إذ تشترط السلطة برئاسة عباس، أن تشرف على هذا الأمر بشكل مباشر»، وعبر المصدر عن أمله في أن تتجاوز الوفود الفلسطينية أية عقبات خلال هذه الاجتماعات، مؤكدا أن الأخيرة تعتبر عنق الزجاجة، التي يعني تجاوزها «طي صفحة الانقسام بشكل نهائي».وأعلنت حركة حماس، أمس، أنها انتخبت صالح العاروري رئيس الجناح المسلح لحماس في الضفة الغربية، نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية.والعاروري، المقيم حاليا في لبنان، عضو في المكتب السياسي لحماس، وهو أحد أعضاء الفريق الذي تفاوض حول صفقة تبادل الاسرى الفلسطينيين التي ابرمتها حماس مع اسرائيل في عام 2011، مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.واستقر العاروري في سورية لعدة اعوام قبل ان يغادرها الى تركيا، ثم الى قطر التي طلبت منه المغادرة مؤخرا، حيث يستقر الآن في لبنان. وطالما وجهت اسرائيل الانتقادات لتركيا لاستضافتها العاروري الذي تتهمه بالتخطيط لاعتداءات ومحاولات تفعيل خلايا ناشطة في الضفة الغربية، والتخطيط لهجمات ضخمة ضد اسرائيل، عبر وكلاء له في الضفة الغربية. واتهم وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان قبل أشهر العاروري بأنه يخطط لتعزيز العلاقة بين حماس وحزب الله، تحت مظلة إيران، بمساعدة من الحرس الثوري.