بطش النظام السوري المجرم بالشعب بدا واضحاً منذ اللحظات الأولى التي طالب فيه أبناء سورية بأبسط حقوقهم، وهي العدل والمساواة والإنصاف، ذلك الشعب الذي كانت ثورته سلمية مدة ستة أشهر، ولم يستخدم العنف ولا القتل، ولم يرد على عبث النظام وبطشه إلا بمظاهرات سلمية، فكان أبناؤه عراة الأجساد، إلا أن من يحكمهم هم عصابة يعتبرون سورية مزرعة خاصة لعائلة الأسد ومخلوف ومجموعتهم النازيّة، فقصفوا الشعب السوري بالمدفعية والدبابات لدرجة أنهم نكلوا واعتقلوا كل الأعمار حتى الأطفال والمسنين ضاربين عرض الحائط بالديانات السماوية والقوانين الدولية.فتجاوزوا كل القوانين حتى الدستور السوري لعام 1950 لم يسلم من بطشهم والذي ينص في (المادة رقم 16) على: "للسوريين حق الاجتماع والتظاهر بصورة سلمية ودون سلاح ضمن حدود القانون"، وكذلك "فلذلك لكل فعل رد فعل... إلخ".
فأُرغم الشعب السوري على المقاومة ورد الظلم عن نفسه وعِرضه وماله وممتلكاته، لكن العرب أولا والعالم المسمى بالحر خدعوه، فوضعوا له الشمس بيد والقمر بِيد، وكانت توجهات الأمم المتحدة تدعمهم كذلك، وكلنا نذكر تهديدات أوباما للنظام السوري، في إشارة إلى أن الشعب السوري صاحب حق في ثورته، إلا أنهم تخلوا عنه جميعاً، إلا من رحم ربي مثل تركيا ودولة الكويت وبعض الشرفاء. كما أن المعارضتين السياسية والعسكرية السوريتين ارتكبتا أخطاء قاتلة تُضعف أقوى نضال يُطالب بالحرية، وهي سقطات كلفت الشعب السوي الكثير بسبب التزام كل جهة بدول مختلفة مع باقي الدول الأخرى، باستثناء دولة الكويت وقيادتها الحكيمة وشعبها الكريم الذين دعموا الثورة السورية حكومة وشعباً، فعُقدت المؤتمرات دولية بقيادة قائد العمل الإنساني صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، يحفظه الله، لدعم الثورة السورية مادياً وسياسياً. إذاً هناك صفقة تُحاك في الخفاء ليست من مصلحة الشعب السوري، وحل القضية السورية هو الانطلاق من دستور 1950م حيث تنص المادة (1) فيه على: "سورية جمهورية عربية ديمقراطية نيابية ذات سيادة تامة، وهي وحدة سياسية لا تتجزأ ولا يجوز التخلي عن جزء من أراضيها، والشعب السوري جزء من الأمة العربية. المادة (2): السيادة للشعب لا يجوز لفرد أو جماعة ادعاؤها، وتقوم السيادة على مبدأ حكم الشعب بالشعب وللشعب. يمارس الشعب السيادة ضمن الأشكال والحدود المقررة في الدستور. المادة (3): دين رئيس الجمهورية الإسلام، والفقه الإسلامي هو المصدر الرئيس للتشريع، وحرية الاعتقاد مصونة، والدولة تحترم جميع الأديان السماوية، وتكفل حرية القيام بجميع شعائرها على ألا يخل بالنظام العام، والأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية. المادة (4): اللغة العربية هي اللغة الرسمية". فيجب أن ينطلق أي حوار من هذه القاعدة التي ترتكز على دستور 1950م الذي وضعه المؤسسون من كل القوميات والديانات والطوائف، وكان من ضمنهم حزب البعث والقوميون العرب والأكراد والدروز والأرمن والتركمان، كلهم كانوا مشاركين إما بصفة شخصية أو بصفة حزبية.لكن النظام النازي الفاشي المستبد الحالي المكون من عائلة الأسد ومن يدور في فلكها من مجرمين تدعمهم جمهورية الفرس التوسعية ومرتزقة من عدة ميليشيات من أفغانستان وباكستان وإيران والعراق وكوريا الشمالية وروسيا وكوبا، وكل هؤلاء المرتزقة بطشوا بالشعب بمباركة من روسيا بقيادة بوتين.فالعرب يقعون في خطأ جسيم باستخدام السياسة الصفرية، وهي إما أن يكسبوا كل شيء وإما أن يخسروا كل شيء، فهذا ما جعلنا نخسر قضية فلسطين وتقسيم السودان ومشكلة الصحراء الغربية وثلاث جزر خليجية مُحتلة، وخسرنا دولة تعادل عشرين ضعف مساحة فلسطين، وهي دولة الأحواز العربية المُحتلة من جمهورية الفرس التوسعية، فلو سعينا إلى تحرير الأحواز لكبحنا شر حكومة ملالي طهران.فحلم جمهورية الفرس التوسعية هو احتلال دول الخليج من الكويت إلى مسقط، وهذه نظرية رجل خطير يجهله كثير من العرب البروفيسور محمد جواد لاريجاني ونظريته اسمها "نظرية أم القرى"، ليت قومي يقرؤونها بعقل وتمعّن ويفهمونها جيداً، فالموضوع حرب وجود لا حرب سياسة.قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لقد كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله". أرجو للشعب السوري والفلسطيني والعراقي واللبناني والليبي والصومالي واليمني خاصة والعربي عامة الاستقرار والسلام والعيش بأمن وأمان.
مقالات - اضافات
الضمير العالمي والعرب يخذلان الشعب السوري
06-10-2017