نوابنا... «نبيكم عون تصيرون فرعون»
![ترفة العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1480609604583257500/1480609611000/1280x960.jpg)
ونحن لسنا ضد تقديم الخدمات العلاجية للمحتاجين، ولكن ضد سوء استغلال هذه الخدمات من البعض لمجانيتها، ولا أعتقد أن دولة على وجه المعمورة ما زالت تقدم خدمات طبية مجانية حتى في نطاق مجلس التعاون، فهم لا يقبلون معالجة غير المواطن مجانا حتى إن كان من إحدى دول المجلس، اللهم إلا في مراكز الرعاية الأولية، والشواهد كثيرة ولا مجال لذكرها، ولكن الكويت دائما حالة استثنائية، ولا يمكن أن تطبق يوما ما المعاملة بالمثل وعلى كل الصعد. أنا لست في صدد الدفاع عن الوزير، ولكن أرى أن كثيرا من قراراته صائبة وساهمت في إيقاف الكثير من الهدر في الإمكانات والموارد، ومعالجة أوجه الفساد والتنفيع على حساب المال العام، ومنها على سبيل المثال الحد من العلاج بالخارج لأدنى مستوى حسب ما وصلنا من بيانات وأرقام عبر وسائل الإعلام، وبالتالي أضر ذلك بالمصالح الانتخابية للكثير من نواب مجلس الأمة رغم أنه ما زال هناك بعض من أرسل للعلاج ولا يستحقه، ولكن نؤيد إجراءات الوزير من باب ما لا يدرك كله لا يترك جله. أيها السادة، يا أعضاء مجلس الأمة، ولن أستثني منكم أحدا، أنتم تمثلون الشعب الكويتي، والذود عن مصالحه، وليس عن مصالح غيره، إلا إذا انتهكت هذه المصالح بما يخالف الدستور، كفاكم عبثا ولعبا، وإذا أردتم تقديم الخدمات المجانية بشتى صورها لغير الكويتيين دون تحميل المال العام ذلك فعليكم إيجاد الوسائل والتشريعات، ومنها تحميل الكفلاء وأصحاب الأعمال بالتأمين عليهم، فكثير من هؤلاء الوافدين وفد إلى الكويت بعد أن امتص لحمه ودمه وعظمه تجار الإقامات، فهم يجب أن يتكفلوا بتحمل التأمين الصحي لمكفوليهم، كذلك لا بد من وجود قانون يفرض التأمين الصحي لا الضمان الصحي عديم الفائدة، وللأسف نقولها لبعض النواب أصبحتم كالنائحة المستأجرة، فصياحها ونواحها وعويلها يرتفع بحسب المدفوع لها أو المصالح الحزبية المترتبة على ذلك. والحافظ الله يا كويت.