ما يجري في منطقتنا من خطوات اجتماعية متسارعة، خاصة في المملكة العربية السعودية، وترددات رؤيتها (2030)، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يوليو 2016 ، معلناً آفاق مستقبل هذه المملكة الكبرى الراسخة جذورها في أعماق التاريخ، والتي حجبتها لعقود طويلة غمامات التشدد الديني عن استحقاقات ومتطلبات العصر من زوايا عديدة، ربما كان أبرزها منع المرأة من قيادة السيارة، التي هي في واقع الأمر قضية اجتماعية تلبست، عنوة، بتخريجات دينية اكتشفنا أخيراً، بعد قرارات السلطة الحاكمة بالسماح للمرأة بممارسة حقها القانوني والطبيعي بقيادة السيارة، أن الدين لا يمنع ذلك عبر رأي وفتوى من أعلى مرجعية دينية، وهي هيئة كبار العلماء في المملكة.سبق ذلك انفراجات عديدة من قبل العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيّب الله ثراه، ليس أقلها إشراك المرأة في مجلس الشورى السعودي، وبدء خطوات تقليم أظافر هيئات الرقابة التي غدت سلطة وحكومات ظل موازية تسرّب مخبروها عبر نسيج المجتمع السعودي، واخترقت عناصرها خصوصيات البشر هناك والوصاية على سلوكياتهم، وأصبحت قوة فولاذية كاتمة للأنفاس والأذواق الإنسانية، بما فيها مثلاً الاستماع عبر الأثير السعودي لأغاني أم كلثوم وعبدالحليم، ومنع دور السينما، لأنها مركز لخيالات الشياطين، فارتهنت تلك المملكة العظمى، وهي تعيش القرن الحادي والعشرين داخل كهوف القرن السابع الميلادي، على الرغم من انفتاح الإنسان السعودي على العالم في زمن الطائرات النفاثة والترانزستور والبث التلفزيوني الفضائي وانفجارات التكنولوجيا الرقمية وعوالم الإنترنت في عصر الكوكب المحاط من قطبه الشمالي إلى الجنوبي بشبكات لا تنتهي من الأقمار الاصطناعية التي أصبحت ترصد دبيب النمل في أضيق جحور أرض الله الواسعة.
"رؤية 2030 " السعودية هي استحضار للمستقبل إلى أحضان الحاضر، ونزع أسمال الماضي البالية وغشاوات الترهيب التي قيدت سلوكيات المجتمع بقيود الحرام والحلال والبدع والضلالات، لتغمره بمستنقعات التراجع في زمن لا يعرف إلا التقدم والنهوض، خاصة بعدما اتضح، على لسان كبار علماء الدين، أنه في القضايا الاجتماعية، مثل قيادة المرأة للسيارة، وعدد آخر من مثلها، لا وجود لمثل تلك التأويلات الدينية.إعلان "رؤية المملكة 2030 " تحمل في طياتها مسباراً للمستقبل، تقف وراءه العقول الشابة القائمة على إدارة تلك البلاد الشاسعة، وفي طليعتها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قال عند إعلانه رؤيته المستقبلية: "يسرني أن أقدم لكم رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم للغد، بحيث تعبر عن طموحاتنا جميعاً وتعكس قدرات بلدنا". هذه الوثيقة وضعت تصوراً واضحاً ورؤية طموحة، وتعد الخطوة الأولى في التوجه الجديد نحو بناء "مستقبل أفضل".***همسة:المنطقة ككل تبارك للمرأة السعودية وسترافقها في مسارها الناعم نحو المستقبل.
أخر كلام
6/6 : سيارة المرأة السعودية
06-10-2017