تمدن
تمتاز الدول المتحضرة بالنضج، فهي تتقبل وجهات النظر وطرق الحياة المختلفة بدلاً من قمع وتكميم الأفواه النابع من الخوف، فالاختلاف في الرأي والتعبير عنه لا يشكلان تهديداً لها، بل تعتبرهما ظاهرة صحية وإيجابية، حيث تدرك تلك الدول أن التهديد الحقيقي يكمن في قمع وتقنين حريات الأفراد.
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
تمتاز الدول المتحضرة بالنضج، فهي تتقبل وجهات النظر وطرق الحياة المختلفة بدلاً من قمع وتكميم الأفواه النابع من الخوف، فالاختلاف في الرأي والتعبير عنه لا يشكلان تهديداً لها، بل تعتبرهما ظاهرة صحية وإيجابية، حيث تدرك تلك الدول أن التهديد الحقيقي يكمن في قمع وتقنين حريات الأفراد.أيضاً فإن حقوق الأقليات والضعفاء تكون مكفولة تماماً في تلك المجتمعات، حيث تحرص عليها أشد الحرص، مدركة أن مقياس الإنسانية والرقي الحقيقي هو حسن التعامل وضمان حقوق تلك الفئات التي لا صوت لها.كذلك تدرك تلك الدول المتطورة أن البيئة ما هي إلا انعكاس لها، لذا ترى أن التشجير وإعادة التدوير من أهم أولوياتها، بالإضافة إلى الحرص على الحفاظ على مختلف أشكال الحياة البيئية من الخطر، وبدلاً من إلقاء اللوم على الظروف الخارجية فإن تلك الدول تسعى إلى تحسين بيئتها قدر المستطاع وتنشر الوعي البيئي بين الأفراد، فينعكس ذلك إيجاباً في جودة الهواء ونقاوة المياه. تحصد تلك الدول ثمار سياساتها الرشيدة، فتجد أفرادها يسجلون المراتب العليا في مؤشرات السعادة والإبداع والإنتاجية، بل تجذب السياح والمسافرين لشدة جمالها وحسن تنظيمها. نعم، هذه النماذج موجودة على أرض الواقع في الدول الأوروبية وأميركا الشمالية كأمثلة معدودة، فأين نحن من كل ذلك؟ هل أصبحت المصالح الشخصية فوق كل اعتبار، بما في ذلك الوطن؟! متى نستيقظ ونواكب التطور الذي بادرت الدول الشقيقة باللحاق بركبه؟ نملك جميع المقومات والمصادر لجعل هذه الرؤية حقيقة، لكن ذلك لن يتم إلا بالعمل والتنظيم الحقيقي.