وثيقة لها تاريخ : استكشاف النفط في عجمان بدأ عام 1936 مقابل 500 روبية شهرياً

نشر في 06-10-2017
آخر تحديث 06-10-2017 | 00:05
No Image Caption
من الشركات النفطية القديمة التي اندثرت مع الأيام شركة "دارسي" الإنكليزية، وهي شركة رائدة في التنقيب واستخراج النفط في العالم، وكان لها السبق في التنقيب عن النفط في إيران قبل دول الخليج. مؤسس هذه الشركة رجل أعمال إنكليزي اسمه وليام نوكس دارسي (1849-1917) عمل في البحث عن الذهب في أستراليا، وحقق ثروة كبيرة، ثم عاد إلى موطنه الأصلي إنكلترا واستقر فيها. وفي عام 1901م وقع مع شاه إيران اتفاقية للبحث واستخراج النفط ونصيب إيران من الدخل 16 في المئة فقط. وخلال بحثي في أرشيف المكتبة البريطانية في لندن قبل عدة سنوات، عثرت على رسالة من حاكم إمارة عجمان الشيخ راشد بن حميد النعيمي، موجهة إلى شركة دارسي بخصوص استكشاف النفط في عجمان، وأحببت أن استعرضها في مقال اليوم. في مطلع الرسالة، يعطي الشيخ راشد موافقته على بدء عمليات البحث والتنقيب عن النفط في أراضي إمارته لشركة دارسي مدة سنتين (من عام 1936 إلى 1938) فيقول:

"من راشد بن احميد حاكم بلد عجمان الى حضرة شركة الكشف دارسي المحدودة

تحية واحترام، وبعد قد وصلنا كتابكم الموقر المؤرخ 82 شوال 1354 وصلنا وما ذكر فيه منطرف ارسالكم الحصائيين الجولجيين للكشف والفحص على معدن النفط في بلد عجمان واطرافها الذي تحت حكمنا فإني قد قبلت ووافقت على مجيء الحصائيين الجولجيين للكشف وقبلت الشروط...". وقد حدد الشيخ راشد بوضوح الشروط التي على أساسها وافق للبحث عن النفط في عجمان، وأهمها أن يكون هذا الاتفاق حصرياً، ولا يجوز لشركة أخرى البحث في نفس الوقت عن النفط في عجمان، وأن تدفع الشركة مبلغ 500 روبية شهرياً مقابل الرخصة، وأن يتعهد الشيخ راشد بتقديم المساعدة وتذليل الصعاب لشركة دارسي خلال مدة الاتفاقية.

تقول الرسالة "وقبلت الشروط التي هي كما يأتي اولا ان الشركة او الشركات المتعلقة بها لهم الحق الانحصاري الوحيد في عمل الكشف في ارضنا التي تحت حكمنا الى مدة سنتين من تاريخ كتابكم وهي من 28 شوال 1354 الى 28 شوال 1356 (الثاني) في مدة السنتين المذكورة سأتفاوض مع الشركة او الشركات المتعلقة بها في شأن عمل اتفاقية لاجل حفر واستخراج النفط من ارضنا (الثالث) في مدة السنتين المذكورة لا اتفاوض مع غير الشركة او الشركات المتعلقة بها من جهة الكشف اوعمل اتفاقية لاجل حفر النفط (الرابع) اذا ما صار بيننا اتفاقية في حفر على النفط في السنتين المذكورة فاني اكون في كمال الحرية في عمل مفاوضات مع غيرهم من بعد التاريخ (الخامس) انني سأبذل المساعدة والمحافظة اللازمة لموظفي الشركة او الشركات المتعلقة بها في مدة السنتين في وقت هما في ارضنا وان الشركة تدفع لنا راتبا شهريا مقدار خمسماية ربية على راس كل شهر عوض عن هذه الرخصة".

وفي ختام الرسالة شدد الشيخ راشد على شرط أساسي، هو عدم تدخل الشركة في سياسة البلاد وأعمال رعاياها قائلا "بشرط ان لا يكون للاحصائيين وغيرهم التداخل في سياستنا وفي رعايانا المتعلقين علينا وان يكون المحافظين والعملة والجمال وامثالها للنقلية و... الجمال من عندنا وعلى نظرنا ومعاشاتهم ورواتبهم عليكم".

back to top