عكست تصريحات رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في باريس، أمس، أقصى مرونة عراقية حتى الساعة، مع استفتاء كردستان العراق.

ففي مؤتمر صحافي مشترك مع مضيفه الفرنسي الرئيس إيمانويل ماكرون، استبعد العبادي كلياً أي مواجهة عسكرية مع قوات البيشمركة الكردية، بل دعاها إلى التعاون مع الجيش العراقي لإدارة المناطق المشتركة، ممتنعاً عن المطالبة بإلغاء الاستفتاء أو التلويح بمزيد من الإجراءات.

Ad

وأشار مراقبون إلى أن العبادي قد يكون راعى في تصريحاته الموقف الفرنسي الأخلاقي والمبدئي تجاه الأكراد، وربما استعاد دور «أم الأكراد» الراحلة دانيال ميتران زوجة الرئيس الراحل فرانسوا ميتران التي عرفت بمناصرتها القضية الكردية، غير أن آخرين يرون أن مواقف رئيس الحكومة العراقية في باريس قد تكون مقدمة لتهدئة، وخصوصاً أن ماكرون جدد عرضه للعب دور الوسيط، في وقت أفادت تقارير عراقية بأن الإجراءات المصرفية العقابية ضد جزء من المصارف الكردية جرى تخفيفها منذ أمس.

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قوله، أمس، إن تركيا وإيران والعراق ستتخذ قراراً مشتركاً بشأن وقف تدفق إمدادات النفط من شمال العراق رداً على استفتاء إقليم كردستان على الاستقلال، مما يعني أنه

لا قرار بعد بشأن هذا الأمر.

وأعلن العبادي من باريس، أمس، استعادة القوات العراقية السيطرة على مدينة الحويجة، أحد معاقل تنظيم داعش في العراق، مضيفاً: «أستطيع اليوم أن أزف بشرى إلى جميع العراقيين والقوات المسلحة العراقية وجميع محبي السلام وشركائنا في التحالف الدولي ومن عانوا جراء الإرهاب: تحرير مدينة الحويجة تم على أيدي القوات العراقية، ولم يبق أمامنا إلا الشريط الحدودي مع سورية في غرب البلاد».

وكانت قيادة القوات العراقية أعلنت استعادة سيطرتها على وسط قضاء الحويجة، الذي يشبه «قندهار العراق»، من أيدي التنظيم.