في وقت بحث العاهل السعودي الملك سلمان مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، سبل تعزيز العلاقات الثنائية في ثاني أيام زيارته التاريخية إلى روسيا، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين والملك سلمان ناقشا التعاون العسكري خلال محادثات، أمس الأول، وقال إن تحسين العلاقات العسكرية بين الرياض وموسكو سيستمر وينبغي ألا يثير قلق أي طرف ثالث.

وامتنع بيسكوف عن كشف المزيد من التفاصيل حول طبيعة النقاش، قائلا، إن الموضوع "حساس للغاية".

Ad

وأفاد بيسكوف، بشأن توجه الرياض لشراء منظومة "إس 400" الروسية للدفاع الجوي، بأن التعاون الروسي السعودي في المجال التقني العسكري يتطور في مصلحة البلدين والاستقرار في الشرق الأوسط.

وشدد بيسكوف على أن أي قلق من قبل دول أخرى بشأن التعاون

لا أساس له، في إشارة إلى تصريحات وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بهذا الخصوص مساء أمس الأول.

وأعلن، أمس الأول، أن الرياض أبرمت اتفاقاً مبدئياً لشراء أسلحة ومعدات روسية بنحو 3 مليارات دولار من بينها "إس 400". وتوصلت روسيا والسعودية إلى اتفاق يسمح بإنتاج النسخة الأحدث من بندقية كلاشنيكوف الشهيرة في المملكة.

وأعربت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن انزعاجها من الاهتمام المتزايد من حلفاء الولايات المتحدة بشراء "إس 400"، وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ميشيل بالدانزا، تعليقاً على إعلان السعودية عن إبرامها صفقة حول شراء أحدث أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية: "إننا نشعر بقلق من شراء بعض حلفائنا لمنظومة إس-400، لأننا شددنا مراراً على أهمية الحفاظ على التوافق التشغيلي لأنظمة الحلفاء مع أنظمة أسلحة الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة، وذلك خلال تنفيذ صفقات عسكرية كبيرة خاصة بشراء الأسلحة، لأن ذلك ضروري لمواجهة التهديدات المشتركة".

وجاء الانزعاج الأميركي بالتزامن مع الإعلان السعودي وبعد كشف تركيا لاتفاق بشأن شراء "إس 400" من موسكو سبتمبر الماضي.

لقاء مدفيديف

وركزت مباحثات العاهل السعودي مع رئيس الوزراء الروسي، أمس، على مناقشة مشاريع الاستثمار المشتركة بعد توقيع البلدين على عشرات الوثائق أمس الأول بشأن التعاون.

وتناولت المباحثات القضايا الراهنة للتعاون الثنائي في مجالات التجارة والاقتصاد والصناعة والطاقة والزراعة وتنفيذ مشروعات البنية التحتية المشتركة الرئيسية.

وكان الملك قد ناقش مع الرئيس فلاديمير بوتين المشكلات الإقليمية والدولية.

ووقعت روسيا والسعودية 14 وثيقة، عقب محادثات القمة بين سلمان وبوتين، للتعاون في استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية.

كما وقع الطرفان مذكرة تفاهم بشأن الاتصالات و"خريطة طريق" للتعاون التجاري والاقتصادي و"العلمي ـ التقني" ومذكرة تفاهم وتعاون في مجال العمل والتنمية الاجتماعية والحماية الاجتماعية، وبرنامج للتعاون في مجال الثقافة بين عامي 2017 و2019 وعلى برنامج للتعاون الزراعي وتنفيذ برامج تعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية.

في الأثناء، ومع ترقب أسواق النفط العالمية لنتائج الزيارة التاريخية التي يقوم بها الملك سلمان إلى موسكو، قال "الكرملين" أمس، إن الرئيس الروسي لم يقترح تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي، لكنه قال إن بوتين يقر بأن ذلك أمر محتمل.

وأضاف أن الزعيمين ناقشا أسعار النفط العالمية والتعاون المشترك لإرساء الاستقرار في السوق. وفي وقت سابق، ذكر بوتين أن اتفاق النفط العالمي قد يتم تمديده حتى نهاية 2018 بناء على ظروف السوق.

رؤية 2030

من جهة ثانية، اجتمع الملك سلمان في مقر إقامته بالعاصمة الروسية، مساء أمس الأول، مع أعضاء مجلس الأعمال السعودي ـ الروسي.

وقال العاهل السعودي، إنه وجه ولي عهده الأمير محمد بن سلمان خلال زياراته الثلاث إلى روسيا بتعزيز الشراكة عبر توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم.

وأضاف: "لقد اعتمدنا خطة عريضة للتنمية تحت عنوان رؤية المملكة 2030، وذلك من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني وتحريره من الاعتماد على النفط مصدراً وحيداً للدخل الوطني، وتمثل خريطة وأهداف المملكة في التنمية للسنوات المقبلة، وتفتح الرؤية آفاقاً واعدة لقطاع الأعمال وتعزيز الشراكات مع جميع الدول بما في ذلك روسيا الاتحادية، ونتطلع إلى مشاركة الشركات الروسية الرائدة بفاعلية للدخول في الفرص الاقتصادية التي ستوفرها هذه الرؤية، لتعزيز شراكتنا في جميع مجالات التعاون، وبما يعود بالنفع على البلدين والقطاع الخاص فيهما الذي يمثل أهمية كبيرة في تنمية وتقدم الدول".

ولفت الملك إلى أن السعودية تحرص على استقرار سوق النفط العالمي على نحو يوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين. وتابع "كانت مساهمتنا مع الأصدقاء الروس محورية للتوصل إلى آفاق نحو إعادة التوازن لأسواق النفط العالمية وهو ما نأمل في استمراره".

تفكيك خلية

في شأن منفصل، أعلنت رئاسة "أمن الدولة" مساء أمس الأول، أنها فككت خلية تابعة لتنظيم "داعش" في العاصمة الرياض.

وذكرت أنها مرتبطة بمؤامرة لشن هجوم انتحاري على وزارة الدفاع. وقالت إن قوات الأمن قتلت عنصرين في الخلية واعتقلت خمسة ودهمت ثلاثة مواقع الأربعاء الماضي.

وقال بيان لـ"أمن الدولة" إن انتحارياً فجر حزامه الناسف في حي الرمال في شرق الرياض، بعد أن طوقت قوات الأمن "استراحة" استخدمها معملاً لتصنيع السترات الناسفة والعبوات المتفجرة.

وأضاف البيان أن قوات الأمن قتلت متشدداً آخر بعد أن تحصن وهو مسلح في شقة في حي نمار غرب العاصمة.

وأوضح البيان أن المداهمة الثالثة تمت في حظيرة للخيول في ضاحية الغنامية جنوب العاصمة، مشيراً إلى أنه كان مقراً للخلية.