في أوقات الشدة، تصبح العودة الى الوصفات القديمة مطمئنة. هذا هو حال نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم مع مدربه السابق المخضرم يوب هاينكس، الذي كشف امس أنه يدرس عرضا من النادي البافاري للعودة الى رأس جهازه الفني حتى نهاية الموسم، لمحاولة إصلاح ما خلفه المدرب المقال الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

ويتمتع هاينكس (72 عاما) المهاجم الدولي في سبعينات القرن الماضي، بهالة الساحر في ميونيخ: معه حقق النادي البافاري عام 2013 ثلاثية تاريخية (الدوري والكأس المحليين ودوري ابطال اوروبا)، وهي المرة الاخيرة التي حمل فيها النادي كأس المسابقة القارية الأم.

Ad

صباح، خرج هاينكس المتقاعد في منزله ببادية با-رين الألمانية ليؤكد فعلا تلقيه عرضا من بايرن. وقال انه في حالة جيدة وقادر على تولي المنصب، لكنه طلب التفكير قبل اتخاذ قرار.

وبحكمة، قال المدرب الذي يعتبر على غرار انشيلوتي شخصا محبوبا ومتواضعا "مضت اربعة أعوام ونصف العام منذ توقفي عن تدريب بايرن، فيما واصلت كرة القدم تطورها".

لم يعط أي موعد لرده، لكنه يعلم أن بايرن في عجلة من أمره. ويتخلف الفريق البافاري بفارق 5 نقاط عن بوروسيا دورتموند متصدر البوندسليغا، كما مني بخسارة مذلة امام مضيفه باريس سان جرمان صفر-3 الاسبوع الماضي في الجولة الثانية من دور المجموعات لمسابقة دوري ابطال اوروبا أدت الى الإطاحة بأنشيلوتي، ولم يحقق الفوز في 3 مباريات في مختلف المسابقات.

وتولى هاينكس تدريب بايرن في ثلاث فترات، من 1987 الى 1991، ولفترة وجيزة في 2009، وبين 2011 و2013.

وبعد إقالة أنشيلوتي، تولى مساعده ويلي سانيول مسؤولية الادارة الفنية لبايرن مؤقتا. الا ان الدولي الفرنسي السابق لا يعد الحل الأمثل بالنسبة الى مسؤولي البايرن، لاسيما على المدى البعيد.

ولم يكن هاينكيس، المقرب جدا من رئيس بايرن اولي هونيس الذي توج معه والمنتخب الالماني بكأس العالم 1974، والذي احرز لقب دوري ابطال اوروبا كمدرب مع ريال مدريد الاسباني عام 1998، بين لائحة المرشحين "المحتملين" التي نشرتها وسائل الاعلام الألمانية.

إلا أن خيار العودة للاستعانة بخدماته يستجيب لمنطق معين.

أولا، هو شخص مألوف في البيت البافاري، وهو ما سيمكنه من قيادة الدفة البافارية بشكل أكثر أمانا في هذه الفترة المضطربة.

وأوضحت مجلة "كيكر" الكروية في عددها انه "يعرف العديد من اللاعبين مثل نوير، بواتنغ، مولر، الابا، خافي مارتينيز، ريبيري أو روبن، الذين قادهم بنجاح بين عامي 2011 و2013. وسبق له خدمة بايرن ميونيخ في وضع مماثل، لمدة ستة أسابيع في نهاية موسم 2009، بعد الإطاحة بيورغن كلينسمان".

ثم، بالنظر إلى عمره ووضعه، سيقبل عن طيب خاطر فكرة عقد قصير حتى نهاية الموسم. وهذا من شأنه أن يترك لمسؤولي النادي الوقت للبحث بجدية عن الرجل الذي يمكنهم التعويل عليهم لبناء مشروع على المدى المتوسط أو الطويل.